مادالينا شيلانو – النهار الإخبارية – روما
في بيان رسمي صدر عن سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الكرسي الرسولي، أعرب السفير الإيراني لدى الفاتيكان، محمد هادي إيمانية، عن إدانة بلاده الشديدة "بالجرائم الوحشية يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين" في قطاع غزة، مؤكدًا أن "جميع الضحايا هم من المدنيين، أناس عاديون، سُفكت دماؤهم ظلماً".
تصعيد دموي في غزة
جاء البيان الإيراني في أعقاب أسبوع دامٍ من القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، حيث أفادت مصادر محلية ودولية بسقوط أكثر من 800 شهيد مدني، من بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن. وتحدثت تقارير من داخل القطاع عن استهداف متعمد للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وسيارات الإسعاف.
شهادات من تحت الأنقاض
من قلب المأساة، تروي أم يوسف، من سكان حي تل الهوى، تفاصيل الفاجعة:
"استشهدت ابنتي وهي تعانق شقيقها الصغير في غرفة معيشتنا. لم نكن نفعل شيئًا سوى محاولة النجاة. كنا مجرد أناس عاديين، لا علاقة لنا بأي شيء."
صور الدمار القادمة من غزة تعكس واقعًا مأساويًا: مبانٍ مدمرة، أطفال يُنتشلون من تحت الأنقاض، ومرافق طبية تُقصف أو تُجبر على الإخلاء وسط النيران. ويؤكد مراقبون أن العمليات العسكرية الإسرائيلية فقدت كل صلة بمبدأ التناسب، وهو أحد ركائز القانون الدولي الإنساني.
إيران تتوجه إلى الفاتيكان
في خطوة دبلوماسية لافتة، قدم السفير الإيراني مذكرة احتجاج رسمية إلى أمانة دولة الفاتيكان، وإلى عدد من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي، داعيًا إلى موقف أخلاقي واضح من قبل السلطات الدينية وعلى رأسها البابا ليون الرابع عشر.
وصرّح السفير إيمانية:
"إن ما نشهده في غزة ليس مجرد صراع عسكري، بل حملة إبادة منهجية ضد شعب أعزل. آن الأوان لضمير العالم أن يستيقظ."
اتهامات للغرب بـ"النفاق والتواطؤ"
البيان الإيراني وجّه اتهامًا مباشرًا للقوى الغربية، واصفًا موقفها بـ"المنافق"، حيث تواصل هذه القوى توريد الأسلحة لإسرائيل في الوقت الذي ترفع فيه شعارات السلام وحقوق الإنسان في المحافل الدولية. وجاء في البيان:
"صمت الغرب شريك في الهمجية. إذا لم تُحترم اتفاقيات جنيف ومبدأ حماية المدنيين، فإن كل ادعاء بالتحضر يسقط."
الفاتيكان عند مفترق طرق
يجد الكرسي الرسولي نفسه اليوم أمام اختبار أخلاقي صعب. فالبيان الإيراني يحمّله مسؤولية معنوية، بوصفه صوتًا عالميًا للسلام والعدالة. وكان البابا ليون الرابع عشر قد أعلن في بداية حبريته أن أولويات الفاتيكان تشمل الدفاع عن الشعوب المضطهدة وتعزيز الحوار بين الأديان.
لكن، بحسب مراقبين، فإن دبلوماسية الفاتيكان المتأنية تجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي تجد نفسها اليوم تحت ضغط كبير، خصوصًا بعد المجازر الأخيرة، التي يصعب تبريرها أو تجاهلها.
في الختام: شهادة ونداء للعدالة
رسالة السفير الإيراني، وإن لم تلقَ ردًا فوريًا، تبقى صرخة مدوية في وجه الصمت الدولي. فـ"دماء أطفال غزة"، كما قال، "شهادة حية على الظلم، والذكرى تطالب بالعدالة، ولو بعد حين".
---
هل تود تضمينه ضمن سلسلة تقارير دولية عن الموقف العالمي من حرب غزة؟