وكالة النهار الاخبارية/عبد معروف
توزعت الاهتمامات الفلسطينية والعربية والدولية خلال ساعات اليوم، على قضايا كانت أساسية في مسار تنفيذ مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإتفاقية وقف حرب الابادة ورفع الحصار عن قطاع غزة، فتوزعت الاهتمامات نحو متابعة خطاب الرئيس الأمريكي أمام الكنيست الاسرائيلي الذي جدد فيه دعم الادارة الأمريكية الكامل للكيان الاسرائيلي ومنح بنيامين نتنياهو صفة "الرجل القوي" و"المنتصر" لما فعله من مجازر وعدوان وحرب إبادة وتجويع لمدة عاملين متواصلين ضد سكان القطاع.
ويراقب الرأي العام التحضيرات والاجراءات الجارية لانعقاد القمة العربية في شرم الشيخ برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس ترامب
ومن أبرز القضايا التي أثارت اهتمام الرأي العام اليوم، المشاهد الانسانية المؤلمة لاستقبال الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، الذين أطلق سراحهم من سجون الاحتلال.
ففي ضوء قمة "شرم الشيخ للسلام"، برزت مسألة تبادل الأسرى والرهائن كأحد أبرز الملفات التي تصدّرت المفاوضات ومحاور الاتفاق المرحلي بين إسرائيل وحركة حماس، تحت رعاية الولايات المتحدة ومصر ودول عربية فاعلة.
وقد تضمّن الاتفاق الذي تُوجّ بالقمة إطلاق سراح دفعات من الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن رهائن إسرائيليين محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. ووفق التصريحات الرسمية، فإن المرحلة الأولى من الاتفاق شهدت إطلاق كتائب القسّام سراح 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء ضمن الاتفاقية المعتمدة لإطلاق النار الكلي، شريطة أن تلتزم إسرائيل بالإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، وخصوصًا أولئك المحكومين بالأحكام المؤبدة أو المحتجزين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
من المعلوم أن القسّام أكّدت التزامها التام بالجداول الزمنية المتفق عليها لتبادل الأسرى، شريطة أن تلتزم إسرائيل بنفس الوتيرة والجدية.
في الجانب الفلسطيني، يُنظر إلى صفقة التبادل ليس فقط كإنجاز إنساني أو ميداني، بل كقيمة رمزية كبيرة تُعبِّر عن صمود الشعب الفلسطيني وقدرته على فرض شروط تفاوضية، بعد سنوات من المعاناة في المعتقلات والاقتتال.، فالخطوة تُعطي بارقة أمل، طالما جرى الحفاظ على حقوق الأسرى وعدم التنازل عنها.
وأكدت حركة "حماس" أن هذه صفقة التبادل تمثل محطة مفصلية في مسار تحرير الأسرى وتشكل دافعًا للاستمرار في طريق النضال.
لكن هذه الصفقة تبقى محفوفة بالتحديات:
أولها التزام الجانب الإسرائيلي بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وفق القوائم المعلنة دون استثناءات.
ثانيًا، المخاوف التي شعر بها الفلسطينيون من احتمالية التباطؤ أو المماطلة من الجانب الإسرائيلي، أو تغيّر المواقف في اللحظات الأخيرة، خاصة إذا ما تصاعدت الضغوط اليمينية أو المقاومة الداخلية ضد أي تنازل إضافي.
ثالثًا، يبقى الأمر متعلقًا بمدى قدرة الدول الضامنة – مصر، الولايات المتحدة، قطر وتركيا – على الضغط لضمان تنفيذ كامل الصفقة، وعدم السماح بالعودة إلى التصعيد في حال تأخّر الالتزامات.
في المحصلة، يُعدّ تبادل الأسرى في قمة شرم الشيخ من أكثر الملفات حساسية على الصعيد الفلسطيني، إذ إنه يمسّ دماء وعائلات وآمالًا إنسانية وسياسية. إذا ما نجحت الصفقة في التنفيذ الكامل، فستكون خطوة ميدانية ملموسة على طريق ما بعد الحرب، وربما نقطة انطلاق نحو تسوية أكبر للقضية الفلسطينية، شرط أن تحافظ الفصائل والقيادة الفلسطينية على وحدة الموقف والضغط على الضامنين لتحقيقها على أرض الواقع.