خاص - النهارالاخباريه
وصلت سفينة مصرية، الخميس 8 فبراير/شباط 2024، إلى ميناء أسدود الإسرائيلي البعيد عن قطاع غزة المُحاصر 28 كيلومتراً، مثيرةً بذلك ردود فعل واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، فيما أظهرت بيانات وصلت إليها النهار الاخباريه من خلال التتبع لمسار هذه السفينه أن ميناء أسدود جاء ثاني أكثر وجهة للسفينة خلال عام 2023، كما تكشف البيانات عن الجهة المالكة لهذه السفينة.
اسم السفينه
تحمل السفينة اسم "PAN GG" ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 2002، وتبحر تحت علم مصر، وخرجت السفينة من ميناء بورسعيد المصري، ووصلت إلى ميناء أسدود الساعة (22:46) بتوقيت غرينتش من يوم الخميس 8 فبراير/شباط 2024، ولا تزال السفينة راسية في الميناء حتى الساعة 9:30 صباحاً من اليوم الجمعة بتوقيت غرينتش، بحسب ما تظهره بيانات لتتبع حركة السفن حول العالم.
بحسب ما تُظهره البيانات التى توصلت اليها النهارالاخباريه هى مفتوحة المصدر، فإن السفينة المصرية منذ يوم 19 يناير/كانون الثاني 2023، وحتى يوم 8 فبراير/شباط 2024، توجهت 4 مرات إلى ميناءين إسرائيليين، ووصلت إلى ميناء حيفا يوم 26 يناير/كانون الثاني، ثم توجهت إلى ميناء أسدود يوم 28 يناير/كانون الثاني، وعادت إلى ميناء أسدود يوم 02 فبراير/شباط، ثم رحلتها الأخيرة إلى نفس الميناء يوم 8 فبراير/شباط 2024.
تُظهر البيانات أن السفينة في رحلاتها الأخيرة إلى أسدود كانت حركتها مقتصرة فقط على رحلات ذهاب وإياب من مصر إلى الميناء الإسرائيلي، ولم تكن السفينة في دولة أخرى، كما أشار بعض المغردين على شبكات التواصل، ملوحين بأن السفينة ربما تنقل حمولات من دولة ثالثة. وبحسب البيانات، فإنه في يوم 31 يناير/كانون الثاني 2023، كانت السفينة المصرية في ميناء بورسعيد، وبقيت فيه لمدة يوم، ثم ذهبت إلى ميناء أسدود يوم 2 فبراير/شباط 2024، وبقيت فيه لمدة يومين و18 ساعة.
ثم غادرت السفينة ميناء أسدود مساء يوم 4 فبراير/شباط، وعادت إلى ميناء بورسعيد يوم 5 فبراير/شباط، وظلت بالميناء حتى يوم 8 فبراير/شباط، وغادرته ووصلت إلى ميناء أسدود في نفس اليوم الساعة ( 22:46) بتوقيت غرينتش.
وفي عام 2023، كان ميناء أسدود ثاني أكثر وجهة لرحلات السفينة المصرية "PAN GG"، إذ أظهرت بيانات موقع Marine Traffic لتعقب حركة السفن، أن السفينة وصلت إلى أسدود 26 مرة خلال العام الماضي، بزيادة عن عدد مرات وصولها إلى موانئ "بور سعيد، والإسكندرية، ودمياط، والدخيلة".
تُظهر بيانات أخرى متعلقة بالسفينة، أن لديها رحلات أخرى مجدولة من مصر إلى إسرائيل، فمن المقرر أن تتوجه السفينة مرات أخرى من ميناء بورسعيد إلى أسدود وبالعكس خلال الفترة من 12 فبراير/شباط 2024، إلى 3 مارس/آذار 2024.
الملكيه لمن
تعود ملكية السفينة إلى مجموعة "بان مارين" المصرية للشحن، التي تم إنشاؤها في عام 1978، ومن خلال بحثنا عن الرقم التعريفي للسفينة (IMO)، وصلنا إلى بياناتها في قاعدة بيانات "المنظمة البحرية الدولية"، التي أظهرت أن السفينة مملوكة لـ"Pan Marine Shipping Co"، وأنه تم تسجيل السفينة في مصر.
تُعرّف الشركة نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها "مجموعة مصرية، متنوعة ومستقلة، تعمل في السوق المصري لأكثر من 45 عاماً"، وتمتلك المجموعة 4 شركات، هي: "بان مارين لخدمات الشحن، وبان مارين للخدمات اللوجستية، وبان مارين للخدمات البترولية، وميدكون لاينز لإدارة الشحن والتجارة".
تؤكد المجموعة، في ملف تعريفي لها، امتلاكها لسفينة "PAN GG" المصرية، وتُشير إلى أن السفينة مجهزة بـ"أحدث التقنيات"، وأعلنت المجموعة عن مواصفات للسفينة التي تمتلكها، وذكرت أن وزن السفينة الإجمالي يبلغ 12450 طناً، وتتسع لـ 1155 حاوية.
ليس واضحاً ما هو نوع الحمولة التي تنقلها السفينة المصرية بين الموانئ المصرية والموانئ الإسرائيلية، لكن بحسب تصريح مروان الشاذلي، وهو نائب رئيس مجلس إدارة الشركة، فإن البضائع التي تقوم "بان مارين" بنقلها، تتضمن مواد غذائية، فيما يذكر موقع الشركة أن مؤن الأطعمة التي تنقلها، تتضمن مواد غذائية "طازجة، ومجمدة، ومعلبة، وجافة".
تنقل الشركة أيضاً مستلزمات التصنيع، وبضائع عامة، وبضائع لها صلة بقطاع البترول، والطاقة، والبنية التحتية، إضافة إلى تقديم خدماتها في "موانئ تخصصية، وموانئ جوية مصرية التي تتضمن مطار القاهرة، ومطار برج العرب، ومطار الجميل ببورسعيد، ومطار شرم الشيخ"، وفقاً لما قاله الشاذلي لموقع "البورصة" في يوليو/تموز 2022.
تشير المعلومات التعريفية للشركة على موقعها الإلكتروني، إلى أن لديها 10 مكاتب داخل مصر، وتوضح الشركة في حسابها على موقع LinkedIn، إلى أن عدد الموظفين بالمئات.
أثار وصول سفينة الشحن المصرية إلى إسرائيل ردود فعل غاضبة على شبكات التواصل الاجتماعي، لكون وصول السفينة إلى ميناء أسدود يتزامن مع تشديد الحصار على قطاع غزة الذي يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً عليه منذ 126 يوماً.
بالتزامن مع استمرار الحرب يواجه القطاع حصاراً شديداً من قِبَل الاحتلال الذي يتحكم في جميع معابر القطاع، باستثناء معبر رفح المصري، وواجهت الحكومة المصرية دعوات متكررة من قِبَل المسؤولين في القطاع لإدخال المزيد من المساعدات، والسماح لأعداد أكبر من المرضى وأصحاب الحالات الحرجة في غزة بالعبور إلى الأراضي المصرية.
كانت صور وفيديوهات قد أظهرت تشديد السلطات المصرية من إجراءاتها عند السياج الفاصل بينها وبين غزة في رفح، وذلك بهدف منع أي محاولة عبور من القطاع للأراضي المصرية.
كذلك فإن وصول السفينة المصرية يأتي في وقت تتزايد فيه مظاهر انتشار المجاعة بين سكان غزة، وسبق أن حذرت العديد من المنظمات الحقوقية والأممية من المجاعة في القطاع، بسبب منع إسرائيل وصول المساعدات إلى مناطق مدينة غزة وشمالي القطاع والسماح بإدخالها بكميات محدودة إلى مناطق الجنوب.
وحتى اليوم الجمعة 9 فبراير/شباط 2024، ارتفعت حصيلة الحرب على قطاع غزة التي تُحاكم إسرائيل إثرها بتهمة الإبادة الجماعية، لتبلغ "27 ألفاً و947 شهيداً، و67 ألفاً و459 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي"، بحسب السلطات الفلسطينية في القطاع.