النهارالاخباريه – احمد عثمان
وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين لبحث ملفات أمنية مشتركة. وكان في استقباله وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي على أرض المطار.
وأعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عزام الأحمد، أن الزيارة ستتضمن اجتماع قمة بين الرئيسين اللبناني والفلسطيني، يعقبه لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الوزراء نواف سلام. [1]
تأتي هذه الزيارة في توقيت حساس، مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، وتزايد الحراك الشعبي الفلسطيني في الشتات، خاصة في لبنان.
وتثير الزيارة تساؤلات حول أهدافها الحقيقية، في ظل الحديث عن إعادة تموضع السلطة الفلسطينية كممثل شرعي وحيد، ومحاولات إحياء مشروع "حل الدولتين".
تشير التسريبات إلى نية السلطة الفلسطينية الضغط باتجاه تعزيز التنسيق الأمني مع الدولة اللبنانية، تحت غطاء "منع الفوضى" و"محاربة الإرهاب" و"نزع السلاح المتفلت" في المخيمات. ويأتي ذلك في ظل الفوضى الأمنية التي تشهدها بعض المخيمات، نتيجة لتشكيلات وعصابات خارجة عن الصف الوطني الفلسطيني.
من جهة أخرى، يُلاحظ أن المزاج الشعبي في مخيمات لبنان لا يرحب بهذه الزيارة، حيث تعاني المخيمات من ويلات يومية، وتدرك أن الرئيس عباس لا يحمل مشروعًا وطنيًا جامعًا، بل يسعى لإعادة إنتاج قيادته عبر البوابة اللبنانية، ربما تمهيدًا لمرحلة "ما بعد غزة" في محاولة للاستحواذ على التمثيل الفلسطيني في أي تسوية قادمة.
تُعد زيارة محمود عباس إلى لبنان خطوة ضمن مشروع احتواء الشتات الفلسطيني وترويضه سياسيًا، وتندرج ضمن استراتيجية إحياء سلطة فلسطينية جامعة للمشروع الوطني.