الإثنين 20 تشرين الأول 2025

تقارير وتحقيقات

تقرير لـ(الأونروا) يرصد معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة بعد قرار وقف إطلاق النار


وكالة النهار الاخبارية/ عبد معروف

أثارت المعاناة الانسانية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، اهتمام ومتابعة المؤسسات والمنظمات الاغاثية الدولية، لما رصدته من هول وحجم هذه المعاناة على الصعيد الانساني.
وفي السياق، رصدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشعيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا) المعاناة الصحية والنفسية والتربوية وعمليات النزوح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ودور المنظمات الاغاثية الدولية في التخفيف من هذه المعاناة.
وقالت (الأونروا) في تقرير لها:"في العاشر من تشرين الأول، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في جميع أنحاء قطاع غزة.
وأشار التقرير إلى أنه وعقب وقف إطلاق النار، سجلت مجموعة إدارة المواقع تحركات سكانية واسعة النطاق في عدة مناطق، بما في ذلك من جنوب غزة نحو الشمال (حوالي 309,699 حركة نزوح) ومن الغرب إلى الشرق داخل محافظة خان يونس (حوالي 22,700 حركة نزوح) في الفترة من 10 إلى 12 تشرين الأول.
ويؤكد التقرير أن لدى (الأونروا) ما يكفي من المواد الغذائية في مستودعاتها في الأردن ومصر لتزويد جميع السكان لمدة ثلاثة أشهر، بما في ذلك طرود غذائية لما مجموعه 1,1 مليون شخص، ودقيق لما مجموعه 2,1 مليون شخص. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك (الأونروا) إمدادات إيواء خارج غزة تكفي لما يصل إلى 1,3 مليون شخص، مع الاشارة إلى أن معظم سكان غزة يقيمون في ملاجئ غير ملائمة لا تفي بالمعايير الأساسية للطوارئ، ما يعرضهم لظروف الشتاء القاسية.
وكان مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية نشر تحليلا أوليا يظهر أن حجم الأضرار في مدينة غزة شمل، حتى 23 أيلول، حوالي 83 بالمئة من جميع المباني، مع تقدير عدد الوحدات السكنية المتضررة بحوالي 81,159 وحدة سكنية.
كما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن أربعة عمال إغاثة في المتوسط قتلوا كل أسبوع في قطاع غزة حتى الآن في عام 2025، وأن ما لا يقل عن 565 عامل إغاثة قتلوا منذ 7 تشرين الأول 2023. ومن بينهم، مقتل أكثر من 370 عاملا منذ بدء الحرب (306 من موظفي (الأونروا)، بالإضافة إلى 72 شخصا كانوا يدعمون أنشطة الأونروا)، حتى 9 تشرين الأول 2025.
في الفترة ما بين 7 تشرين الأول 2023 وحتى 8 تشرين الأول 2025، وفقا لوزارة الصحة في غزة، حسبما ذكره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فقد قتل ما لا يقل عن 67,183 فلسطينيا في غزة وأصيب 169,841 بجراح.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، تعرض ما يقرب من 42 ألف شخص في قطاع غزة لإصابات غيرت مجرى حياتهم خلال العامين الماضيين (ربعهم من الأطفال)، وتعرض أكثر من خمسة آلاف شخص لبتر أطرافهم.
وتشير أحدث النتائج التي توصلت إليها (الأونروا) استناداً إلى قياس محيط أوسط الذراع العلوي إلى أن معدل سوء التغذية قد استقر عند 11,38 بالمئة، مع انخفاض كبير في مدينة غزة من 27,9 بالمئة في النصف الأول من أيلول إلى 15,5 بالمئة في النصف الثاني. وتقدر الأونروا أن هذا الانخفاض الكبير في معدلات سوء التغذية المسجلة في مدينة غزة يرجع إلى الانخفاض الكبير في العدد الإجمالي للأطفال الذين تم فحصهم، حيث لم يتم فحص سوى 148 رضيعا للكشف عن سوء التغذية في النصف الثاني من شهر أيلول في مدينة غزة. وقبل العمليات العسكرية الأخيرة، تمكنت الأونروا من إجراء أكثر من ألفي فحص للكشف عن سوء التغذية في مدينة غزة خلال فترة مماثلة.
ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، تعطلت عمليات فحص وكشف سوء التغذية بشكل خطير خلال شهر أيلول، حيث اضطر الشركاء إلى تعليق خدماتهم أو نقلها من مدينة غزة بسبب الهجوم العسكري الإسرائيلي وأوامر النزوح القسري.
أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه، وفقا لوزارة الصحة في غزة، حتى السابع من تشرين الأول 2025، تم تسجيل 461 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية، منها 157 حالة لأطفال، منذ تشرين الأول 2023.
 كما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن انقطاع خدمات حماية الطفل مستمر بسبب نزوح الموظفين، ومحدودية التنقل، والنقص الحاد في الموارد، وكلها عوامل تقوض تقديم الخدمات بشكل مستمر، لا سيما خدمات إدارة الحالات والصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.
قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من 82 بالمئة من قطاع غزة لا يزال ضمن المنطقة العسكرية الإسرائيلية، أو خاضع لأوامر إخلاء، أو حيث تتداخل هذه المناطق، وذلك حتى 7 تشرين الأول 2025.
وفقا لرصد لجنة التنسيق المشتركة، كانت الحاجة ذات الأولوية الأولى هي المأوى/السكن، تليها مستلزمات النظافة الشخصية كأولوية ثانية، ثم الغذاء كأولوية ثالثة.