النهار الاخباريه وكالات
في ظل تصاعد الحديث عن استهداف منشآت تحت الأرض شديدة التحصين، برزت مجددًا إلى الواجهة خيارات السلاح المتاحة لدى القوى الجوية، وعلى رأسها قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ كروز بعيدة المدى، وصولًا إلى الخيار النووي التكتيكي.
القنبلة الأمريكية GBU-28، المعروفة باسم "الوحدة 28"، لعبت دورًا محوريًا خلال عملية تحرير العراق، حيث استخدمت لاختراق التحصينات العميقة بحثًا عن مراكز القيادة العراقية المدفونة. تتميز هذه القنبلة الموجهة بالليزر بوزنها الهائل الذي يبلغ 4000 رطل ومادة التفجير AFX-757، ما يجعلها قادرة على اختراق الأهداف تحت الأرض، لكنها قد تحتاج إلى أكثر من ضربة واحدة لتحقيق الاختراق الكامل.
أما صاروخ JASSM-ER (AGM-158B)، فيُعد الخيار المفضل لطائرات B1 Lancer، نظرًا لقدرته على إصابة الأهداف من مسافات بعيدة دون كشفه على الرادارات. الصاروخ مزود برأس حربي خارق من طراز WDU-42/B، ويُعتبر أقل وزنًا من GBU-28، لكنه يمنح ميزة الاستخدام الجماعي المكثف في الهجوم.
في بعض السيناريوهات، قد يُلجأ إلى توجيه ضربة قوية على سطح الجبل أو الأرض المغطية للمنشأة، بهدف توليد موجة ضغط كافية تؤدي إلى انهيار ما تحتها. هذه التقنية تبقى محفوفة بالمخاطر، وتعتمد على الطبيعة الجيولوجية للموقع وعمق الهدف.
وفي أقصى درجات التصعيد، يبقى الخيار النووي التكتيكي واردًا، مع قنابل مثل B61 Mod 6 التي تتمتع برأس نووي حراري موجّه بنظام GPS، وتصل قدرتها التدميرية إلى 450 كيلوطن. ورغم فعالية هذا الخيار في تدمير الهدف "فورًا" كما يقول خبراء عسكريون، إلا أنه يحمل معه إشكاليات سياسية وإنسانية هائلة، ويُعد ملاذًا أخيرًا لا يُلجأ إليه إلا في أقصى الظروف.
التطور التكنولوجي في صناعة الأسلحة يطرح إمكانيات غير مسبوقة، لكنه في الوقت نفسه يعيد طرح السؤال القديم الجديد: هل يمكن تدمير التحصينات دون تدمير ما تبقى من التوازن الجيوسياسي؟