الجمعة 18 تشرين الأول 2024

تقارير وتحقيقات

تسليم 200 ألف غرسة حراجية هدية للشعب اللبناني كعربون صداقة وأخوة، في إطار التبادل التجاري والزراعي بين لبنان وسوريا


النهار الاخباريه  بيروت 

قدمت سوريا 350 ألف غرسة بين حراجية ومثمرة إلى لبنان، استلمها الوزير اللبناني الدكتور عباس الحاج حسن، كهدية في إطار تعزيز علاقات التعاون الزراعي بين البلدين.

وأفادت مراسلة  النهار الاخباريه  فى دمشق  أن تقديم الغراس جاء خلال جولة لوزيري الزراعة السوري محمد حسان قطنا، واللبناني عباس الحاج حسن، يرافقهما مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) الدكتور نصر الدين عبيد، على مواقع زراعية في محافظة اللاذقية السورية.

وأكد وزير الزراعة اللبناني أن كل غرسة تقدمها سوريا تزرع مشروعاً في المنطقة لبناء الإنسان، وأضاف: سوريا ولبنان شركاء في الإنسانية، وهدفنا هو بناء الإنسان من خلال مجتمع متجانس ومتكامل يلفظ الإرهاب والتكفير والتطرف.
و قال الحاج حسن: قادرون على فتح سوق لبناني سوري وعربي لمواجهة الأزمات، مؤكداً أن أن الشاطئ بين بيروت و اللاذقية لن تنسفه أية أعاصير.

وحول تأثير الأزمة الروسية- الأوكرانية فيما يتعلق بالأمن الغذائي، أشار الحاج حسن إلى أن الأزمة كما كان لها أثر على العالم والاتحاد الأوروبي، أثرت سلباً على لبنان الذي يستورد ما لا يقل عن 85% من كميات القمح المستهلك في لبنان من أوكرانيا، والباقي من روسيا.

وأضاف الحاج حسن: واقع الحال هذا، دفعنا للبحث عن أسواق جديدة قريبة وبعيدة، ونحن اليوم بصدد شحن القمح منها.

وتوجّه الحاج حسن بالحديث للبنانيين عبر "سبوتنيك" مؤكدا لهم: أنه لا داعي للخوف، ولا داعي أن يقوم التجار بالاحتكار غير المبرر، وتابع: نحن بصدد وضع استراتيجية لزراعة القمح ليكون لدينا منتج القمح في الداخل اللبناني، وعلى أقل تقدير خلال السنوات الثلاث القادمة سننتج ما لا يقل عن 40% من حاجة السوق اللبنانية.

كما تطرّق الحاج حسن للحديث عن العقوبات الجائرة المفروضة على سوريا عبر "قانون قيصر" وتداعياتها السلبية على السوق اللبنانية، إذ قال: كل أزمة دبلوماسية أو سياسية أو فرض عقوبات على سوريا، تؤثر بشكل أو بآخر على لبنان.

ودلّل على ذلك بالقول: تعد سوريا الواجهة التي من خلالها تطل المنتجات اللبنانية على العالم العربي، ولذلك تأثرت السوق اللبنانية بالعقوبات على سوريا.

وأضاف الحاج حسن: نتطلع أن نتوصل مع الجانب السوري لحلول فيما يتعلق بـ "الترانزيت" وبعض الرسوم الموجودة لدى الجانب السوري، مبيناً أن هناك تواصل من قبل وزيري النقل اللبناني والسوري لتخفيض الرسوم لأنها تنهك الاقتصاد بشكل عام، والمنتج اللبناني بشكل خاص.

وأكد الحاج حسن أنه بسبب الرسوم المرتفعة تقلص قدرة السوق اللبنانية على المنافسة في العراق والأردن ودول الخليج، داعياً القطاع الخاص الذي وصفه "بالمنفلت" من العقوبات، إلى أن يكون أكثر مرونة ليتم تبادل المنتجات اللبنانية والسورية بأريحية تامة.

بدوره، قال وزير الزراعة السوري المهندس محمد حسان قطنا  اليوم تم  تسليم 200 ألف غرسة حراجية هدية للشعب اللبناني كعربون صداقة وأخوة، في إطار التبادل التجاري والزراعي بين البلدين لكافة المنتجات الزراعية.
وإذ أشار قطنا إلى تقديم الجانب اللبناني كمية من بذار الصنوبر الثمري إلى سوريا، فإنه أكد على استمرار هذا التعاون لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين وتحقيق المنفعة المشتركة، مشدداً على استعداد سورية للمساعدة ومشاركة تجربتها الرائدة في مجال إنتاج الغراس المثمرة والحراجية.

وأضاف قطنا: كانت سوريا، قبل الحرب الإرهابية، تقدم للبنانيين آلاف الغراس الحراجية، ولا تزال مستمرة، إيماناً منا أن البيئة والزراعة لا تعرفان الحدود، وأن هناك ضرورة للمحافظة على البيئة في سوريا ولبنان، منوهاً بأهمية استمرار العلاقات الأخوية والزراعية بين سوريا ولبنان.

وأضاف: أي تشجير في أي منطقة هو تعزيز لبيئة سليمة وتوزيع الغراس وإعادة تشجير الأراضي هو إعادة بناء ، وهذه المساهمة تحمل معنى كبيراً في الصداقة والمحبة ودائماً دول الجوار دول نحترمها ونتعاون ونتكامل معها ونعتمد الشراكة كونها الأساس في التعاون.

من جهته، أوضح مدير عام مركز (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد  أن المركز أهدى لبنان 150 ألف غرسة حراجية، منها 100 ألف غرسة من أشجار الزيتون ذات الإنتاجية العالية المتحمّلة للجفاف والأمراض، ومنها 50 ألف غرسة من الأشجار المثمرة كالخوخ، الرمان، التين، العنب، الدرّاق.

وأشار العبيد إلى أن سوريا تقوم سنوياً بتزويد الأشقاء اللبنانيين في المناطق الجافة بمئات الآلاف من غراس الزيتون والأشجار المثمرة المختلفة المتحمّلة للجفاف والتي يتم زراعتها في تلك المناطق، وذلك بهدف تحقيق تنمية شاملة وزيادة دخل المزارعين في المناطق الجافة.

وكان الوزيران اللبناني والسوري، زارا خلال جولتهما الاطلاعية لمواقع زراعية في محافظة اللاذقية السورية، محطة بحوث (أكساد) في منطقة السن، وواقع العمل ومراحل إنتاج الأشجار المثمرة، والاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى المركز العربي في المجالات البحثية المتعلقة بتطوير وتحسين إنتاجية القمح والنباتات الرعوية والطبية والعطرية والاستفادة من نتائج الأبحاث والدراسات على أمراض الزيتون والأشجار المثمرة في المنطقة الساحلية، كما زار الوزيران تجمع مشاتل الهنادي، ومحطة بحوث (أكساد) في بوقا.