خاص النهار الاخبارية- احمد عثمان
يجلس شربل على كرسي قديم وامامه على طاولة مجموعة من الاوراق النقدية القديمة وكذلك مجموعة من القروش القديمة تشبه ذاك الزمن القديم يوم كان الخير والعز للحياة في لبنان سويسرا الشرق ولكن اي نحن من ذلك الزمن .
يتحدث شربل بلغته البسيطة عن ايام العز الذي كان و"الازدهار واليوم انهيار" . كل شيء تغير حتى الانسان وليس الاموال فقط. يعرض مجموعة من فئات االاوراق النقدية اللبنانية القديمة على انواعها ويعتبر ذلك تجارة رابحة على اعتبار ان ما يبيعه يعود الى زمان مضى . مجموعة نقدية قديمة من كل الفئات المالية لليرة اللبنانية انذاك وكل ورقة يبعها بخمسة الاف ليرة لبنانية فقط . وعند السؤال من اي له هذه التشكيلة المالية يقول انها من التجار وفيها نوستالجيا للماضي الغابر حيث يشتريها البعض كهدايا لاصحابهم سواء في الدول العربية او الاوروبية لانها من الماضي ايام الخير والكل يحب ان يقتني هذه الفئات من الليرة سقى الله ايام زمان. لم يبقى من الخير الا ما نراه ونعايشه . لقد انهار كل شي والليرة اللبنانية كذلك والحال من الواقع المعاش وصعوبته . تغيرت الاحوال ونحن نعيش اليوم فترة انهيار يقول شربل ولم يبقى في البلد غير الحنين الى الماضي والى الليرة وكيف كانت قيمتها . "اعطي ابنك عشرين الف بالكاد يشتري بها لوحاً من الشوكولاط .. يقول بلهجة ساخرة . لقد فقدت الليرة قيمتها و"ما عاد في خير". هذه وسيلة شربل للعيش بيع مجموعة من الاوراق النقدية المالية القديم من مختلف الفئات ويبع معها حنين دفين الى الماضي ايام العز والخير .
يقول شربل انه كان ياخذ "خرجيتو" الى المدرسة خمسة قروش . اما اليوم فحدث ولا حرج . انتقلنا من الازدهار الى الانهيار. لقد انهارت احلام شربل وانهار معها زمن طوى كل شيء. ولم يبقى الا الذكريات.