النهار الاخباريه وكالات
ليس بالطبع كل من هم في جنوب لبنان من أنصار حزب الله، ولكن ضربات الطائرات الإسرائيلية لم تفرق بين مؤيد ومعارض. الجميع تحت القصف، والجميع قرر النزوح، وبين ليلة وضحاها شهدت الشوارع المؤدية إلى بيروت ومدن أخرى عددا هائلا من النازحين.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من ثلاثين ألفا معظمهم سوريون، عبروا من لبنان إلى سوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط.
فيما كشف وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن أعداد النازحين الفارين من الغارات الإسرائيلية المستمرة اقتربت من نحو نصف مليون نازح.
هذا وتتصدر محافظة جبل لبنان التي تستقبل ما يزيد عن 25 ألف نازح قائمة المراكز الأكثر احتواء للنازحين، تليها محافظة بيروت بـ20 ألف نازح، ثم صيدا بنحو 13 ألف نازح ثم البقاع ومحافظات الشمال.
ومن بين المدنيين النازحين من قراهم المدمرة بفعل الغارات الإسرائيلية في لبنان هناك آلاف الأطفال ممن فقدوا ذويهم بسبب التصعيد المستمر.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه منظمة اليونيسيف من خطورة الوضع الحالي في لبنان على الأطفال الذين يتعرضون للهجمات المستمرة ويهجرون من منازلهم في ظل نظام صحي منهك وغير قادر على توفير الموارد الكافية.
ويطرح متابعون تساؤلا مفاده: هل أدركت إسرائيل "من تجربة غزة" أن النازحين هم ورقة ضغط مهمة على من بيده القرار؟
في هذا الصدد، قال رئيس تحرير جنوبية، علي الأمين :
هناك مسؤولية على الدولة اللبنانية وعلى حزب الله أيضا.
حزب الله صادر قرار الدولة في مسألة الحرب.
على حزب الله أن يتحمل تبعات وتداعيات الحرب على الآخرين.
نحن أمام أزمة نازحين أكبر من كل الأرقام التي قيلت حتى الآن.
الضاحية الجنوبية فارغة تماما.
من جهته، ذكر الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية علي شكر ":
ما يحصل في لبنان اليوم ليس وليدا للمرحلة الراهنة.
هناك استراتيجية أميركية لإعادة ترتيب المنطقة والنظام الإقليمي في الشرق الأوسط.
تحركات "المقاومة" هي جزء من آليات عمل الدفاع عن القضية الفلسطينية.
إسرائيل لم تترك خيارا للفلسطينيين سوى المقاومة.