الأحد 8 أيلول 2024

تقارير وتحقيقات

أكثر من نصف مليون غزاوي شمال غزه يعانون من المجاعه التى تفتك بأرواحهم بصمت"

جمانه  وفيق الريس- غزه النهارالاخباريه 
فى القرون الأولي وحتى نهاية القرن العشرين وعلى الرغم من الحروب التى فتكت بالعالم لم تعاني أي من الدول التى كانت مستعمره فى تلك الفتره من الحقبه من التجويع  لكن فى القرن الواحد والعشرين حدث ما لا يمكن أن يتوقعه إنسان على الرغم من إننا نعتبر فى الالفيه الثالثه من القرن الواحد والعشرين عصر التطور والحداثه والذكاء الاصطناعي إلاأن ما يحدث فى قطاع غزه وتحديدا فى شمالى القطاع  حدث مالم يكن يخطر بالبال  حيث يعيش اكثر من 750 الف فلسطينى مجاعه حقيقه فى محافظه شمال القطاع وذلك بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والحصار وإغلاق المعابر، مما أدى إلى فقدان المواد الغذائية من الأسواق.

فى تقريرنا هذا تستعرض مراسلة "النهارالاخباريه" فى قطاع غزه "جمانه الريس" الأسباب الكامنه وراء هذه المجاعه  ومعاناة اهالى شمال القطاع   الذين رفضوا أن ينزحوا ويتركوا منازلهم  وسنعرض من خلال الصور التى وثقناها كيف اصبح حال الغزاوين فى زمن ينادى فيه العالم بالحريه وحقوق الانسان بينما اهالى قطاع غزه يبادون امام مراي ومسمع من العالم كله .
 وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة، فإن ما يقرب من نصف مليون شخص في شمال قطاع غزة المنكوب يواجهون إنعدام الأمن الغذائي الحاد ، وآلاف الأطفال هناك يعانون من سوء التغذية الشديد، والعديد منهم يواجه خطر الموت جوعًا إذا لم تتدخل الجهات الإغاثية بشكل عاجل. 
●شهور من الحشائش البرية وأعلاف الحيوانات 
بصوت مختنق وجسد منهك تروي لنا أم أسماء (٤٥عاماً) من معسكر جباليا كيف داهمها وعائلاتها شبح المجاعة فلم يكن أمامهم سوى تناول القليل من الحشائش البرية إن وجدت كي لا يسقطون ضحايا للجوع وبعجز بالغ أكملت " أطفالي يصرخون من الجوع ولا أستطيع فعل شيء نحن ضحايا الخذلان والمجهول...
و لا يختلف  الامر عند النازح "محمد" 38 عاما  الذي يتواجد فى حي الزيتون الذي إضطر للفرار من منطقته بسبب غنعدام الغذاء. ويروي محمد وبألم شديد معاناته : "لقد بعنا كل ما نملك من أراض وماشية للحصول على قوت يومنا الآن نعيش في مدرسة ونحن في وضع مزري. المنظمات الإغاثية متأخرة  ولا ىتستطيع إيصال المساعدات بسبب الحصار المفروض على المعبر "
● حرب تجويع متكاملة الأركان 
على عكس رواية إسرائيل وحكومتها بإغراق قطاع غزة بشاحنات المساعدات وأنها لا تستخدم سلاح التجويع ضد المدنيين هناك ، فقد فندت المجاعة البشعة في شمال غزة هذه الرواية وأثبتت زيفها وأسقطت مزاعمها ، وأكدت أن إسرائيل لا تستخدم التجويع سلاحا وحسب بل إنها تمارس حرب تجويع متكاملة الأركان وترتكب صنوفاً من الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين ليس أولها قتلهم بالأحزمة النارية وليس آخرها بالمجاعة التي أذابت لحم الأطفال عن عظامهم وأردتهم ضحايا أمام أعين ذويهم العاجزين عن إنقاذ أرواح فلذات أكبادهم. 



بيان منظمة الاغذيه الفاو   
مشاهد الموت جوعاً جراء المجاعة قابلتها بيانات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، بأن 
معدلات سوء التغذية في شمال القطاع قد إرتفعت إلى مستويات قياسية مفزعة لدى الإطفال دون سن الخامسة حيث أحصينا نحو ٥٠ طفلا يعانون من سوء التغذية خلال أسبوع واحد وهذا يدفعنا للقول بأن محافظات شمال قطاع غزة وغزة يندرجون ضمن المرحلة الخامسة في سلم تصنيف إنعدام الأمن الغذائي مع وجود 70 في المئة من السكان في هذه المحافظات، أي نحو 210 ألف شخص، في المرحلة الخامسة الكارثية ومع تواصل الحرب وفشل شبه تام في وصول المساعدات الإنسانية لشمال القطاع مما يعني عدم قدرة السكان هناك على الحصول على الطعام بالإضافة إلى محدودية الخدمات الصحية والمياه ،كما أن معدلات النزوح القسري بلغت أشدها حيث فرالناس هربًا من ويلات المجاعة.

الحرب وإغلاق المعابر هما أحد أهم الأسباب الكامنه وراء منع تدفق المساعدات وإغلاق المعابر ساهمت في نشوب المجاعة ، على الرغم من وجود أكثر من منفذ بري وبحري في شمال القطاع يتم استخدام هذه المنافذ لإيصال المساعدات إلى جنوب القطاع على مرأى عيون أهالي شمال القطاع المكلومين المحاصرين لتحطيمهم وإضعاف معنوياتهم وقهرهم ومعاقبتهم جماعياً بالمجاعة لأنهم رفضوا النزوح إلى مناطق وسط وجنوب القطاع

● شمال القطاع منطقة منكوبة تفتك المجاعة في سكانه
حقيقة واحدة ووحيدة وسط كل الفبركات والمزاعم الكثيرة التي استنفذت إسرائيل وأجهزتها ووسائل إعلامها كل الطرق والأدوات في سبيل إخفائها هي بأن المجاعة في شمال غزة هي مجاعة القرن وأن بشاعتها ليس في تعريفها النظري العام الذي اعتاد عليه العالم في أزمات الجوع السابقة إنما في تفاصيلها وفي زمن وقوعها وفي تبجح إسرائيل بمنع دخول المساعدات وفرض هذا الأمر الواقع على كل العالم دون أن تكترث له كأنه شيءٌ من العدم أو لا شيء.