الجمعة 22 تشرين الثاني 2024

هل ستفرض الولايات المتحده هيمنتها على ليبيا وتكون بوابتها الجديده في المنطقه

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لزيادة فرض هيمنتها على ليبيا بعد التحركات الأخيرة التي تقوم بها في محاولة لفتح باب علاقات قوية مع حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا النفوذ الأمريكي لم يكن غائبا منذ البداية، ولكن المحللين فسروا ذلك بأن الولايات المتحدة تخلت عن حلفائها في إدارة الملف الليبي وتدخلت بشكل مباشر لتعزيز دورها فيها.

يقول المحلل السياسي محمد امطيريد، إن الولايات المتحدة الأمريكية وإصرارها الأخير وتوليها الملف الليبي بشكل مباشر بعيدًا عن الوكالة التي كانت توليها أمريكا لحلفائها، وذلك في محاولة لوقف نفوذ دول أخرى في ليبيا، وبالتالي فإن أمريكا لديها مخاوف من فقدان ملف ليبيا وأفريقيا، لذلك قامت أمريكا بتدريب عسكري لبعض الكتائب في الغرب الليبي في محاولة لتمكين نفوذها في ليبيا وأضاف أن أمريكا صرحت بضرورة توحيد الحكومات في ليبيا في محاولة منها للسيطرة على الطبقة الحاكمة وذلك بوضع شروط للسيطرة على المؤسسات الليبية، عن طريق حراك عسكري، وعن طريق تكليف المستشارة الأمريكية للمندوب الأممي في ليبيا عبد الله باتيلي الذي سوف تنتهي مهمته في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وسيتم تكليف مستشارته بمهام البعثة كما حدث مع المندوبة المُكلفة السابقة ستيفاني ويليامز
وقال المحلل الليبي إن تركيا وقعت اتفاقية تدريب قوات عسكرية للغرب الليبي، وأعتبرها شريكا لأمريكا في كل هذه الملفات، وقال في تصريح لمسؤول تركي سابق، إن "أمريكا تسعى للسيطرة على ليبيا وإلى أنها تتفاوض مع تركيا على الخروج من ليبيا مقابل أن تمدد صلاحيات تركيا في ليبيا، لأن أمريكا لا تريد فقدان الحليف التركي لها".
وأوضح امطيريد أن أمريكا تحاول الوصول للنفوذ الكامل على ليبيا عن طريق هيئة حاكمة جديدة بحجة الاستقرار في ليبيا، ولكن هل يصب هذا الأمر في صالح الملف الليبي، أم أنه يصب في مصلحة أمريكا فقط، لذلك أن أمريكا تريد الوصول للهيمنة الاستراتيجية على ليبيا لتكون بوابة أمريكا لليبيا بعد خسارة دول أفريقية كبيرة، وبذلك رأت أمريكا أن هناك فقدان لمصالحها في أفريقيا والبحر المتوسط، وإنهاء وجود أي خصم آخر.
وأشار إلى أن الجميع يعي بأن هناك أطماع كبيرة تجاه ليبيا، خاصة وأن ليبيا دولة مطلة على خمس حدود بالإضافة للكثير من المزايا التي تحظى بها، لذلك يراها الغرب بأن هدف ومن الضروري أن تكون رهينة لهم، وأن أمريكا تسعى لخلق بيئة مناسبة لها حتى تستطيع أن تفرض مستقبلا إنشاء قواعد أمريكية خاصة بعد الاتفاقية الأخيرة والتعاقد مع شركة أمريكية في المجال العسكري، وهذا مؤشر خطير على أن أمريكا تسعى لتأسيس معسكر لها في ليبيا كما حدث سابقا في العراق.
وأكد امطيريد بأن "الاتفاقيات الرسمية لا تتم إلا عن طريق المجالس التشريعية للدول، وبالتالي من المفترض ألا تقوم الحكومة بأي اتفاقية إلا عن طريق المصادقة الرسمية من البرلمان وبالإجماع حسب نصوص المواد الدستورية للبرلمان، وأن تكون مُعلنة ورسمية وواضحة وأن تكون مصالح متبادلة ولا تبنى على مصلحة طرف دون طرف، ولا تكون بهيمنة طرف على آخر، مثلما تعمل أمريكا اليوم مستغلة ضعف الدولة الليبية حتى تمرر مصالحها في المنطقة".
ومن جهته يقول المحلل السياسي، حسام الدين العبدلي، إن الولايات المتحدة الأمريكية بعد فشلها في تكوين قوة مشتركة تحت غطاء لجنة 5+5 تحاول الآن توحيد المجموعات المسلحة تحت إمرة رجل واحد، ولكن هذه المجموعات لن تتوحد مع بعضها، لأن أغلب هذه المجموعات رافضه هذا الدمج لعدة أسباب لأن هذا الدمج يتعارض أو يأتي بخلاف مع تركيا.
وتابع العبدلي أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول استخدام بعض المجموعات المسلحة في ليبيا لخلق نوع من العمليات النوعية على بعض القوات الأخرى المتمركزة في جنوب ووسط البلاد، وبذلك تريد من جر المنطقة الغربية في حرب كبيرة، وهذا ما ترفضه مدن كبيرة مسلحة في الغرب، بالإضافة إلى رفض قادة عسكريين، ناهيك عن شعور تركيا بالاستياء خاصة بعد وصول شركة تدريبات عسكرية للعاصمة الليبية طرابلس، وتواصلها مع عدد من المجموعات العسكرية دون تنسيق مع الأتراك.
وأكد بأن هذه الشركة لها تاريخ سيئ وقد دخلت عدة دول تحت ستار المقاولات العسكرية والتدريب، وساهمت في تسليح الجيش في جمهورية بنين وبناء قواعد للجيش الصومالي بالإضافة لتدخلها في عدة دول، وعلى الرغم من نفي السفارة الأمريكية لدخول هذه الشركة إلى ليبيا، ولكن تظل كل الاحتمالات مطروحة في ظل وجود وضع سياسي هش في البلاد.
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول توريط ليبيا في حرب كما فعلت مع أوكرانيا، وهذه الحرب بالوكالة مع بيادقها في أوكرانيا وليبيا.
واعتبر العبدلي أن أي توقيع لأي اتفاقيات في هذا الوقت تحديدا قد يعرض البلاد إلى المزيد من المشاكل والتشظي، خاصة وأن أمريكا تحاول استغلال رغبة الأطراف السياسية للبقاء في السلطة، وإذا قام عبد الحميد الدبيبة توقيع أي اتفاقيات مع الولايات المتحدة الأمريكية دون الرجوع الحليف التركي، سوف يسبب ذلك اهتزاز لبقائه في منصبه وسيكون لقمة صائغة لخصومه السياسيين ليجدوا فرصة لاستبداله.