النهار الاخباريه وكالات
في أول اجتماع حضوري منذ الجائحة، حذر كبار خبراء الاقتصاد في العالم في منتدى دافوس العالمي من "ستار حديدي" يهدد الاقتصاد العالمي، وعواقب بشرية مدمرة جراء ارتفاع التضخم.
وقال الخبراء إن العالم "يسير بثبات نحو أسوأ أزمة غذاء في التاريخ الحديث" محذرين من "العواقب البشرية المدمرة لتفكك الاقتصاد العالمي".
يدق مجتمع كبار الاقتصاديين التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، ناقوس الخطر جراء "انخفاض النشاط الاقتصادي، وارتفاع التضخم وانخفاض الأجور وزيادة انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم في عام 2022، ويتوقع المنتدى أن يواجه كل من قطاع الأعمال والحكومات "خيارات صعبة"، قد تقود إلى مزيد من التفكك وتحولات غير مسبوقة في سلاسل التوريد".
ويحذر المجتمعون في دافوس من "ارتفاع كبير في الأسعار، مع إعادة الشركات العالمية تحديد سلاسل الإمداد لتتماشى وفق التصدعات الجيوسياسية الجديدة" ما يتسبب بتهديد الأمن الغذائي، وتسريع التوجهات الحمائية، وصولا إلى بوادر ركود الاقتصادي يهدد كبرى الاقتصادات حول العالم.
وفي حديثه لـ "سبوتنيك" قال مدير المركز العالمي للدراسات التنموية د. صادق الركابي إن "الاقتصاد العالمي يعاني من مشكلات خارجة عن قدرة المجتمعين، لكن يمكن أن يخففوا من وطأة التأثيرات السلبية في حال اتفقوا على إيجاد نظام عادل للاقتصاد، وتخفيض الفروق في مستويات التنمية، وتخفيض العوائق أمام التجارة العالمية" مشيرا إلى أن "المنتدي يعرض للمشاكل لكنه يتجنب تطبيق الحلول بسبب اختلاف مصالح الدول، لذلك من المستبعد التوصل لنتائج تغير واقع الاقتصاد العالمي".
وأكد الخبير أنه "لا يمكن تحقيق اقتصاد عادل في وجود دولة معزولة خارج النظام العالمي، خاصة إذا كانت في حجم الاقتصاد الروسي، الذي سيشكل فجوة ويمثل ضربة لاقتصاد العولمة الذي ينادي به منتدى دافوس".
وحول ما إذا كان المنتدى فقد أهميته، بعد فقدان أعضائه أوراق اللعبة الاقتصادية في ظل تراجع هيمنة الدولار على مبيعات الطاقة، وتضرر حركة التجارة الدولية من سياسة العقوبات، قال الخبير الاقتصادي واستاذ التمويل والاستثمار د. وائل النحاس إن "المنتدي يفتقد هذا العام لكبار المسؤولين حيث حضر هذه الدورة مسؤولون أقل أهمية من الوزراء والخبراء، ما يشير إلى زوال الزخم لهذا المؤتمر الذي طالما شهد حضور رؤساء الدول" مشيرا إلى "الغطرسة الأمريكية ستؤدي إلى مزيد من المشكلات للاقتصاد العالمي، ومالم تكن واشنطن جادة في التوصل لحلول سياسية لن يتم التوصل لحلول اقتصادية".
وأوضح أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الهاشمية د. جمال الشلبي أن "النخبة الاقتصادية في منتدى دافوس لا تبحث عن صالح الاقتصاد العالمي بقدر ما تبحث عن مصالح الدول العظمى، وعن أدوات المحافظة على هذه المصالح" مشيرا إلى أن "الاقتصاد العالمي دخل معتركا حقيقيا، وبدون إيجاد حل تفاوضي لأزمة أوكرانيا سيكون من الصعب ان يتعافى الاقتصاد ويفرز نتائج إيجابية، فروسيا قطب كبير، ورقم مهم اقتصاديا، ولديها حليف قوي هو الصين، وتتفاعل بشكل جيد مع حلفاء آخرين مثل الهند وإيران وغيرها"