الجمعة 18 تشرين الأول 2024

لماذا لا يمكن لأوروبا الاستغناء عن الغاز الروسي في أي وقت قريب؟


النهار الاخباريه وكالات

تتسبب أزمة الطاقة في أوروبا والتي تفاقمت بسبب التوترات مع روسيا، في دفع القارة العجوز للبحث في أماكن أخرى عن المزيد من الغاز الطبيعي، لكن المشكلة الحقيقية ليست في مجرد العثور على موردين جدد، ولكن أيضا كيفية إيصال الغاز إلى الدول.
تعتمد أوروبا على الواردات لتزويدها بالغاز الطبيعي، وهذه السلعة لا يمكن أن تصل إلا من خلال طريقين؛ إما من خلال خطوط الأنابيب التي تضمن أمن الإمدادات بتكلفة أقل أو من خلال ناقلات الغاز المسال التي تسمح بالشراء في السوق العالمية ولكن بتكلفة أعلى.
تظل روسيا تاريخيا أكبر مورد للغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي. وبعد خلافات كانت أوكرانيا طرفا فيها في عامي 2006 و2009 والتي أعقبها توترات عام 2014 المتعلقة بكييف، سعى الاتحاد الأوروبي إلى تقليل اعتماده على واردات الغاز الطبيعي الروسي، بحسب تقرير لـ"يورو نيوز".

هل من بديل لروسيا؟

ومع ذلك، لا تزال روسيا توفر نحو 40% من استهلاك الغاز في الكتلة. ودخلت أوروبا الشتاء باحتياطيات غاز منخفضة بشكل غير عادي ووفقا لسيمون تاجليابيترا، الباحث في مركز الأبحاث "بروغيل" ومقره
 بروكسل، ما يجعل موقفها صعب للغاية لأنه لا يوجد الكثير من الخيارات.


قال وزير الطاقة القطري، أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، إن الكميات التي ستحتاجها أوروبا لا يمكن أن توفرها دولة بمفردها.
تواصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون مع العديد من مستوردي الغاز الطبيعي الرئيسيين في آسيا، بما في ذلك الصين، بشأن إرسال وقودهم إلى أوروبا حال اندلاع صراع حول أوكرانيا

وتحدث البيت الأبيض أيضا مع منتجي الغاز لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم زيادة الإنتاج في حالات الطوارئ، وقالت المصادر إن من بين المنتجين قطر ونيجيريا ومصر وليبيا، بحسب وكالة "بلومبيرغ".

 وقال تاجليابيترا إن دول شمال أفريقيا تزود أوروبا بالغاز الطبيعي عبر خطوط أنابيب (الجزائر وليبيا)، لكنها لا تملك القدرة التقنية على زيادة إنتاجها وصادراتها. هذا يعني أنه لا يمكن لأوروبا الاعتماد عليها في الحصول على إمدادات إضافية لتحل محل الغاز الروسي.
وأضاف: "(الغرب) الأفريقي للغاز الطبيعي المسال يمكن أن يلعب دورا، ولكن مرة أخرى سيعتمد هذا على مدى سرعة هذه البلدان في زيادة قدرتها الإنتاجية والتسييل. وفي جميع الحالات، من الصعب رؤية كميات إضافية متاحة لأوروبا على المدى القصير".
على أي حال، لا تزال إيطاليا وإسبانيا تبحثان سبل زيادة وارداتهما من ليبيا والجزائر ومعرفة كيفية إرسالها إلى بقية أوروبا.

بدائل أفريقية بعيدة المدى
تأمل بروكسل أن يزيد خط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي "تاب" واردات الغاز إلى أوروبا عبر أذربيجان، وتطلع إلى زيادة الطاقة التصديرية لشركة "تاب" إلى 10 مليار متر مكعب سنويا من 8 مليارات في الوقت الحالي.