لن يكون الطريق سهلا أمام الحكومة الإسرائيلية الجديدة بسبب الانقسامات الأيديولوجية. وستواجه تلك الحكومة الكثير من المصاعب لتخليق استجابة مشتركة لتحديات الأمن الداخلي.
وبينما ستكون أهم أولوية بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" هي الانتقال من حكم "بنيامين نتنياهو" الذي استمر 12 عاما، فإن تماسك مثل هذه الحكومة لأشهر فقط سيكون إنجازا كبيرا. وقد جاءت هذه الحكومة بعد عامين من الشلل السياسي و4 انتخابات غير حاسمة.
وربما يكون الهدف المشترك الوحيد بين أعضاء الائتلاف الحاكم الجديد في إسرائيل هو الإطاحة بـ"نتنياهو" وتجاوز شلل الانتخابات المتكرر في إسرائيل.
وقدم "بينيت" الحكومة الجديدة كطريقة يمكن للإسرائيليين من خلالها تجنب انتخابات أخرى بعد أن فشل "نتنياهو" مجددًا في تشكيل ائتلاف حاكم.
خطورة الانقسامات الداخلية
تجمع هذه الحكومة الجديدة الأحزاب اليسارية والوسطية واليمينية، بالإضافة إلى الأحزاب اليسارية الوسطية التي كانت خارج السلطة لسنوات عديدة، لكن تكون هذا التحالف لا يمثل تحولًا إلى اليسار، بالرغم من تضمينه لهذه الأحزاب.
وبما إن كل هذه الأحزاب لا تشترك إلا في هدف واحد على المدى القصير، فمن المرجح أن تواجه الحكومة الإسرائيلية الجديدة شللا سياسيا، كما يمكن أن تنهار تحت تأثير اختلافاتها الحادة.
وتعتبر هذه الحكومة الجديدة فريدة من نوعها ولم يسبق أن شهدت إسرائيل مثيلا لها، حيث تضمن الائتلاف الحاكم حزبا عربيا للمرة الأولى، كما يمثل تعيين "بينيت" أيضا المرة الأولى التي يأتي فيها رئيس الوزراء من فصيل بهذا الصغر في الكنيست الإسرائيلي.
وبسبب التناقضات الحادة بين مكوناتها، فإن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تبدو هشة للغاية وعرضة للانهيار المبكر، حيث تقلل الانقسامات الداخلية من الأرضية السياسية المشتركة، كما إن هجمات المعارضة عليها ستقوّض استقرارها وشرعيتها أمام الجمهور الإسرائيلي.
وبالفعل، بدأ "نتنياهو" يعمل على جمع المعارضة لمهاجمة هذه الحكومة. وقبل اجتماعه الانتقالي القصير مع "بينيت" في 14 يونيو/حزيران، أدلى "نتنياهو" ببيانات عامة ادعى فيها أن الحكومة الجديدة تشكل تهديدا لأمن إسرائيل.
ويكافح حزب "يامينا" الذي يرأسه "بينيت" لئلا ينهار في خضم العديد من الانشقاقات في الأشهر الأخيرة، كما انتقد سياسيون من حزب الليكود الذي يترأسه "نتنياهو" تكليف "بينيت" باعتباره ضعيفًا.
اختلافات بشأن القضايا الأمنية
ستكافح الحكومة الجديدة من أجل مواجهة القضايا الأمنية الاستراتيجية التي يختلف بشأنها أعضاء الائتلاف، لا سيما فيما يتعلق بالتهديدات التي تطرحها حركة "حماس"، بالإضافة إلى تنامي الاحتكاكات العنيفة بين العرب واليهود داخل إسرائيل.
وسيؤدي مزيج وجهات النظر المعتدلة والمتشددة بشأن الدولة الفلسطينية والمستوطنات اليهودية والضم الإسرائيلي للضفة الغربية، إلى صعوبة اتخاذ تشريعات بشأن هذه القضايا الأمنية.
ويشير العنف الذي شهده الداخل الإسرائيلي خلال حرب غزة الأخيرة إلى تنامي تهديد العنف اليميني، وستكون مسيرة الأعلام القومية الإسرائيلية في 15 يونيو/حزيران في القدس، بمثابة أول اختبار لتعامل الحكومة الجديدة، وما إن كانت ستسمح بالإجراءات القومية اليمنية التي تهدد برد فعل فلسطيني غاضب.
ومن المحتمل أن يكون التوافق أسهل بشأن التهديدات الأمنية الخارجية الاستراتيجية مثل إيران مقارنة بالقضايا المحلية التي يختلف حولها أعضاء الائتلاف.
المصدر | ستراتفور