الجمعة 22 تشرين الثاني 2024

أسرار نشأة محمد بن سلمان تكشفها بوليتيكو القتل هو اسهلها



النهار الاخباريه وكالات

كشفت صحيفة "بوليتيكو” الأمريكية، في تقرير لها بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة للسعودية، بعض أسرار نشأة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد وحاكم المملكة الفعلي.
نشأة محمد بن سلمان
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أن ما وصفته بمحدودية تعامل محمد بن سلمان، مع محيط بلاده الخارجي خلال حياته أعاق قدرته على اتخاذ قرارات مناسبة.

وأضافت الصحيفة أنه بينما تلقى العديد من النخب في الشرق الأوسط قدرًا كبيرًا من التعليم في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو دول غربية أخرى. بقي ابن سلمان في السعودية، بما في ذلك خلال الجامعة ويقول بعض المحللين إن هذا يجعله أقل انسجاما مع طرق التفكير الغربية.
وأكد التقرير أن الحصول على تعليم غربي "ليس ضمانًا لاتخاذ قرارات جيدة”، ولكنه يمكن أن يساعد القائد الأجنبي في الحصول على فهم أفضل لكيفية رد فعل الناس في الولايات المتحدة أو في أي مكان آخر في المواقف المختلفة.
نشأة محمد بن سلمان ـ بحسب التقرير ـ توحي أيضًا بأنه أكثر وعيًا بما يريده شعبه، وخاصة الشباب السعودي، من حياتهم وهو وعي يترجم إلى انتصارات فيما وصفته الصحيفة بـ”مكافحة التطرف الديني”.
وقالت الصحيفة إنه "بفضل الإصلاحات التي دفعها ولي العهد السعودي، يتمتع السعوديون بمزيد من الحرية الآن، بما في ذلك السماح للنساء بقيادة السيارات وتهميش الشرطة الدينية.”

وتواصل المملكة أيضًا ـ بحسب التقرير ـ ما وصفته بـ”حملتها القمعية على ممولي المساجد والمدارس المتطرفة بالخارج، ويدعم بن سلمان التغييرات الاقتصادية الإيجابية.”
"من المحتمل أن تقتل أحد أفراد أسرتك ولا مشكلة”
ولفتت "بوليتيكو” إلى أنه في الايام التي تلت مقتل الكاتب السعودي البارز جمال خاشقجي، لم يفهم محمد بن سلمان لماذا غضب الغرب من ذلك. وسأل مسؤولي إدارة ترمب عن أسباب ردة الفعل.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول أمريكي سابق مطلع على شؤون الشرق الأوسط، أن محمد بن سلمان "نشأ في عالم بلا عواقب حيث من المحتمل أن تقتل أحد أفراد أسرتك، ولن يكون ذلك مشكلة.”
وتابع التقرير أنه عندما يتعلق الأمر بإدارة الحكومة، فإن الأمير الشاب "ابن سلمان” ديكتاتور، والدليل على ذلك العديد من النشطاء السياسيين القابعين في السجون السعودية الذين لا يمكن الوصول إليهم.

وأضاف:”لكن اجتماعيًا وثقافيًا فإنه نسمة من الهواء النقي للشباب السعودي وكذلك لعالم يائس لإنهاء الصادرات السعودية من التطرف الإسلامي.”
ابن سلمان وصدام حسين
وأضاف المسؤول الأمريكي:”سيظل موجودًا لمدة 50 عامًا” في إشارة لمحمد بن سلمان الأمير الشاب الذي يحكم المملكة بشكل فعلي. وأوضح: "نحن بحاجة لمعرفة ما إذا كان هو صدام آخر أم لا.”
كما أشارت الصحيفة إلى واقعة اختطاف ابن سلمان، لرئيس وزراء لبنان سعد الحريري في الرياض لفترة وجيزة، بالإضافة لسجن مجموعة من أفراد العائلة المالكة والنخب داخل فندق "الريتز كارلتون” فيما وصف بعملية ابتزاز كبيرة لهؤلاء من قبل ولي العهد.
وتابع تقرير "بوليتيكو”:”لا يزال محمد بن سلمان رجلاً غير صبور، لكنه أصبح يقدر الحاجة إلى الموازنة الدقيقة للقرارات التي يواجهها.”
واستطردت الصحيفة:” ربما فات الأوان لتشكيل شخصية ولي العهد، لكنه يبدو أكثر احترامًا للعملية السياسية الآن، وهذا يبشر بالخير بشأن قرارته في المستقبل.”
الترفيه في السعودية وانفتاح المجتمع
مسؤول أمريكي سابق يحافظ على اتصال وثيق مع كبار السعوديين، قال للصحيفة، إن محمد بن سلمان يركز على تمكين السعوديين من الاستمتاع بأنفسهم في وطنهم. وجعل المملكة وجهة للسياح الأجانب فالرياض الآن هي عاصمة الترفيه في الشرق الأوسط.
ويشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع ، حيث سيلتقي بالعاهل السعودي الملك سلمان، وابنه الحاكم الفعلي للمملكة.
وزيارة بايدن للسعودية جزء من رحلة بايدن في الشرق الأوسط ، حيث سيزور أولاً إسرائيل والضفة الغربية.
لماذا تراجع بايدن عن وعده بجعل السعودية منبوذة؟

وكان الكاتب "أندرو بونكومب”، تساءل في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، عن سبب تغيير الرئيس الأمريكي جو بايدن رأيه بشأن جعل السعودية "دولة منبوذة” بسبب حقوق الإنسان؟، تزامناً وزيارته التي سيبدأها للمنطقة والمملكة إحدى محطاتها الرئيسية.
وقال الكاتب إن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب فشلت في معاقبة السعودية على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. بل على العكس فقد عززت العلاقات معها، وانحنى ترامب أمام الملك سلمان بن عبد العزيز لتسلم قلادة ذهبية ثقيلة، هي قلادة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود.
 
وتساءل الكاتب: لو كان بايدن رئيسا وقتها، ماذا كان سيفعل؟ هل كان سيعاقب القادة السعوديين؟.
ويشير الكاتب إلى رد بايدن على هذا السؤال في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، على منصة مناظرة الحزب الديمقراطي الخامسة في جورجيا لاختيار مرشح ينافس ترامب في انتخابات الرئاسة. وكان بايدن يتنافس مع بيرني ساندرز وإليزابيث وارين وكامالا هاريس.
وقال بايدن في المناظرة: "نعم (كنت سأعاقب القادة السعوديين)، وقلت في ذلك الوقت، لقد قُتل خاشقجي وقُطعت أوصاله، وأنا أؤمن بأن هذا جاء بأمر من ولي العهد”.
وأضاف بايدن أيضا: "أود أن أوضح لهم (السعوديين) أننا لن نبيع لهم المزيد من الأسلحة. سنجعلهم يدفعون الثمن، ونجعلهم في الواقع منبوذين كما هم”.
وقال أيضا إن السعودية تقتل الأطفال في اليمن.
لكن الآن، بعد عامين ونصف من حكم بايدن، استمرت مبيعات الأسلحة الأمريكية والبريطانية إلى السعودية بلا هوادة، ولم يُحاسب أحد على مقتل الصحفي السعودي وكاتب المقالات بصحيفة واشنطن بوست، في قنصلية السعودية في إسطنبول بتركيا، والذي كان يقيم في الولايات المتحدة.