الإثنين 7 تموز 2025

هل تخطف الحرب الإسرائيلية–الإيرانية الأنظار عن فلسطين؟

أم تُعيدها إلى قلب الصراع؟

 بقلم :عصام الحلبي

في ظل التصعيد العسكري المتسارع بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، تطرح تطورات المشهد الإقليمي تساؤلاً جوهريًا:
هل تُسهم هذه الحرب في تهميش القضية الفلسطينية، أم تعيدها إلى صدارة الاهتمام الدولي كقضية مركزية؟


العدوان على غزة مستمر.. وصمت دولي متزايد

لا تزال آلة الحرب الإسرائيلية تمعن في تدمير قطاع غزة، مخلفةً عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، ودمارًا واسعًا في البنية التحتية، وسط سياسة ممنهجة لتهجير السكان. أما الضفة الغربية، فقد تحولت إلى ساحة اشتباك يومي مع تصاعد الاقتحامات والاستيطان والاعتقالات، في ظل غياب أي ردع دولي فعلي.


الخشية من تهميش القضية

تزداد المخاوف من أن تؤدي الحرب بين إسرائيل وإيران إلى تراجع التركيز العالمي على معاناة الفلسطينيين، وتحويل قضيتهم إلى ملف ثانوي. لقد خطفت المواجهة الإقليمية بين إيران وإسرائيل اهتمام الإعلام وصنّاع القرار، ما منح الاحتلال فرصة لمواصلة عدوانه دون محاسبة.

نتنياهو والحرب: استراتيجية للبقاء

يرى محللون أن نتنياهو يستثمر التصعيد مع إيران للهروب من أزماته الداخلية، والفشل العسكري في غزة، والانقسامات الحكومية، وتهم الفساد. بتأجيج "جبهة وجودية"، يسعى لتجديد شرعيته وتحويل الأنظار عن أزمته السياسية.

السلطة الفلسطينية: مأزق سياسي واقتصادي

تعاني السلطة من أزمة اقتصادية خانقة بفعل احتجاز العائدات من قبل إسرائيل، إلى جانب انكماش اقتصادي وغياب أي أفق سياسي. كما أن تأجيل مؤتمر "حل الدولتين" الأخير دلّ على تراجع الاهتمام الدولي بإيجاد حلول حقيقية، ما عمّق الإحباط الفلسطيني.

المقاومة الشعبية: سلاح فعّال

تشكّل المقاومة الشعبية في الضفة الغربية حجر أساس في المواجهة الميدانية، بإرباك الاحتلال وفضح ممارساته أمام العالم. من كفر قدوم إلى بيتا، ومن القدس إلى الحواجز العسكرية، تؤكد المقاومة السلمية قدرتها على فرض واقع نضالي موحّد يصعب تشويهه.


نبض الشعوب أقوى من صمت الحكومات

في ظل تواطؤ بعض الأنظمة، برزت المظاهرات الشعبية حول العالم كرافعة أخلاقية وسياسية لفلسطين، من بيروت إلى نيويورك، ومن الرباط إلى سيدني، مؤكدين أن فلسطين لا تزال في الوعي الجمعي للشعوب.


الشتات الفلسطيني: الرواية الحية

يلعب الفلسطينيون في الشتات دورًا متزايدًا عبر المؤسسات، والنقابات، والمنظمات الحقوقية، لفضح جرائم الاحتلال، وتعزيز حضور القضية في المحافل الدولية.


الدبلوماسية: بين الممكن والمحدود

رغم محاولات استثمار القانون الدولي، تعاني الجهود الدبلوماسية من ضعف التنسيق والانقسام وغياب الرؤية الشاملة، ما يقيّد فعاليتها على الساحة الدولية.

الوحدة الوطنية: شرط النجاة

الوحدة الفلسطينية تبقى المدخل الأساس لأي تحرك ناجح، سياسيًا أو شعبيًا. إنهاء الانقسام، وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير، وتنظيم انتخابات ديمقراطية، باتت ضرورة لا مفر منها.

فلسطين ليست تفصيلًا

رغم العواصف الإقليمية، تبقى فلسطين قضية حرية وعدالة ، ويمكنها فرض نفسها بشرط تفعيل أدوات القوة:
المقاومة الشعبية، الشتات، الضغط الشعبي، والتحرك الدبلوماسي. طبعا دون اغفال الكفاح المسلح المنظم ووفق الاجندة الوطنية، وفي الوقت المناسب لاستعمال هذا الاسلوب النضالي.
إنها لحظة مفصلية، إما أن تعود فلسطين إلى مركز الحدث والاهتمام، أو تُترك فريسة للتهميش في صراعات المصالح الكبرى.