النهار الاخبارية - وكالات
أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي، أن إدارة الرئيس بايدن عقدت محادثات غير مباشرة مع إيران حول "اتفاقية مصغرة" أو صيغة "تفاهم" تتعلق ببرنامج إيران النووي، وذلك وفقاً لخمسة نواب إسرائيليين حضروا الاجتماع.
تفاصيل هذا الاجتماع كشف عنها موقع Axios الأمريكي الأربعاء 14 يونيو/حزيران 2023، فيما لم تؤكد إدارة بايدن علناً حتى الآن أنها عقدت محادثات غير مباشرة مع إيران.
ويعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي أية اتفاقية جديدة مع إيران، وتتسم تعليقاته التي يدلي بها في أي محفل مغلق وتتسرب في كثير من الأحيان إلى الصحافة، بأنها طريقة يلجأ إليها لممارسة الضغط على إدارة الرئيس بايدن بطريقة غير مباشرة.
بحسب المُشرعين الإسرائيليين الخمسة الذين حضروا اجتماع الكنيست، قال نتنياهو إن "التفاهم" الذي تجري مناقشته يتضمن التزام إيران بعدم تخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى من 60%، واستعداداً أمريكياً للسماح بالإفراج عن مليارات الدولارات من التمويلات الإيرانية المُجمدة حالياً، واتفاقية لتبادل السجناء.
وقال النواب الإسرائيليون إن نتنياهو ادعى أن إدارة بايدن ترى أن الاتفاق النووي لعام 2015 لم يعد ذا صلة. وأضاف أن المنتج الذي تجري مناقشته الآن لا يصلح تعريفه بـ"اتفاقية"، بل إنه أقرب إلى "اتفاقية مصغرة" أو صيغة "تفاهم".
خلال جلسة الاستماع، قال نتنياهو أيضاً إنه يعتقد أن التوصل إلى تفاهم بين الولايات المتحدة وإيران ممكنٌ، وشدد على أن إسرائيل سوف تعترض عليه ولن تلتزم به.
وصعّد المسؤولون الإسرائيليون، في الأسابيع الأخيرة، من نبرة خطاباتهم التي تسلط الضوء على المخاوف من برنامج إيران النووي، واحتمالية شن ضربة عسكرية إسرائيلية.
نفي أمريكي وتأكيد إيراني
وعلى الرغم من أن متحدثاً باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي قال إن "الشائعات المتعلقة بأي اتفاق نووي -مؤقت أو غير ذلك- خاطئة ومضللة"، فإن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أكد الإثنين 12 يونيو/حزيران، وجود محادثات بالفعل.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "سياستنا تجاه إيران لا تزال تركز على تقييد سلوك إيران المُزعزع للاستقرار عبر الضغط الدبلوماسي والتنسيق الوثيق مع حلفائنا، وتهدئة التصعيد في المنطقة".
وتابع: "يتضمن ذلك ضمان عدم امتلاك إيران أي سلاح نووي أبداً، ومن ثم فإننا بالتأكيد نراقب من كثبٍ أنشطة التخصيب الخاصة بإيران، وسوف نستخدم كل الوسائل لضمان هذا الهدف".
تفاصيل المفاوضات في عُمان
وقال موقع Axios الأمريكي، الجمعة 9 يونيو/حزيران 2023، إن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين عقدوا محادثات غير مباشرة بسلطنة عمان في مايو/أيار 2023، وقد شهدت المحادثات انتقال المسؤولين العمانيين بين غرفهم المنفصلة لنقل الرسائل.
تمثل هذه "المحادثات غير المباشرة التي عُقدت عن قرب"، والتي لم يُبلغ عنها من قبل، أول تواصل غير مباشر معروف بين الولايات المتحدة وإيران بهذه الطريقة منذ أشهر عديدة. وقد انعقدت هذه المحادثات في خضم مخاوف في البيت الأبيض من التقدم النووي الذي تحرزه إيران.
حيث سافر بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، إلى عُمان سراً في 8 مايو/أيار؛ لعقد محادثات مع مسؤولين عمانيين حول تواصل دبلوماسي ممكن مع إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي، وهو ما نقله موقع Axios في الأسبوع الماضي.
تشير المصادر الثلاثة المطلعة على المسألة إلى أن الوفد الإيراني وصل أيضاً إلى عمان في التوقيت نفسه. وقال أحد المصادر إن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري كني، كان ضمن الوفد.
وأوضحت المصادر أن ماكغورك لم يلتقِ المسؤولين الإيرانيين. كان الطرفان في مواقع منفصلة، في حين كان المسؤولون العمانيون ينتقلون بينهما وينقلون الرسائل. وأضافت المصادر أن إحدى الرسائل الرئيسية للولايات المتحدة ركزت على الردع.
قالت المصادر إن الولايات المتحدة أوضحت أن إيران سوف تدفع ثمناً باهظاً إذا مضت قدماً نحو تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، وهو المستوى المطلوب لإنتاج سلاح نووي.
كان الهدف من تبادل الرسائل بصورة غير مباشرة بين إدارة بايدن وإيران، هو التوصل إلى "تفاهم" حول طرق وقف تصعيد البرنامج النووي الإيراني، وسلوك إيران في المنطقة، وتورطها بالحرب في أوكرانيا، وذلك بحسب المصادر.
ويمكن أن يستخدم هذا التفاهم ووقف التصعيد لاحقاً، بوصفه أساساً للمحادثات المستقبلية حول أية اتفاقية نووية جديدة بين الطرفين.
ما زال لم يتضح بعدُ ما إذا كان الطرفان قد اقتربا من التوصل إلى اتفاقية تفاهم أم لا.