النهار الاخبارية - وكالات
اقتحم مسلحون مستشفى سورياً يتولى رعاية طفلة ولدت تحت أنقاض منزل عائلتها الذي دمره الزلزال، الذي وقع في 6 فبراير/شباط 2023، واعتدوا بالضرب على مديرها، بحسب ما أفاد به مسؤول بالمستشفى، الثلاثاء 14 فبراير/شباط 2023.
تحدث المصدر لوكالة Associated Press الأمريكية، مفضلاً عدم ذكر هويته لأسباب تتعلق بأمنه، موضحاً أن مدير المستشفى طرد ممرضاً اشتبه في أنه يحاول اختطاف الطفلة آية، إلا أنه لم يثبت ذلك.
نفى بذلك المسؤول ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن الهجوم، الذي وقع الإثنين 13 فبراير/شباط 2023، كان هدفه محاولة لخطف الطفلة آية.
جرى نقل الطفلة الناجية التي نالت شهرة كبيرة بعد نجاتها وحيدة من الزلزال، إلى المستشفى في 6 فبراير/شباط 2023، بعد أن مات والداها وأشقاؤها الأربعة في الكارثة.
وانتشرت قصة آية المؤثرة على نطاق واسع في التقارير الإخبارية، لا سيما أنها ولدت تحت الأنقاض من أمها التي فارقت الحياة بسبب الزلزال. وعرض أشخاص من جميع أنحاء العالم مساعدتها.
الاعتداء على مدير المستشفى
وقال المسؤول للوكالة الأمريكية إن مدير المستشفى اشتبه في أن ممرضاً كان يلتقط صوراً لآية ويخطط لخطفها، فقام بطرده من المستشفى، ليعود بعد ساعات برفقة مسلحين اعتدوا بالضرب على المدير.
وقال طبيب آية في وقت سابق، إن زوجة المدير تتولى إرضاع آية.
لدى وصول المسلحين إلى المستشفى، قالوا لضباط الشرطة الذين يحرسون الفتاة إنهم يلاحقون المدير لأنه طرد صديقهم، وليس سعياً لخطف آية، بحسب المسؤول.
وروى أن الشرطة بدأت في حراسة الفتاة بعد أن ظهر أشخاص عدة ادعوا زوراً أنهم من أقاربها.
وقال قريب والد آية، صالح البدران، إنها قد تتمكن من مغادرة المستشفى خلال يومين.
وأضاف أن عمة الطفل التي أنجبت مؤخراً ونجت من الزلزال ستتولى تربيتها.
قصة نجاة مؤثرة
يشار إلى أن عمال الإنقاذ في بلدة جنديرس شمالي سوريا، عثروا على الطفلة بعد أكثر من 10 ساعات من وقوع الزلزال، أثناء بحثهم وسط حطام المبنى السكني المكون من 5 طوابق، وكان يقطنه والداها.
وكان الحبل السري لا يزال واصلاً بين الطفلة وأمها عفراء أبو هدية. ونُقلت على وجه السرعة إلى المستشفى القريب من عفرين، حيث تتلقى الرعاية هناك من حينها.
ودمر الزلزال عشرات الوحدات السكنية في بلدة جنديرس، التي كانت عائلة آية تعيش فيها منذ عام 2018.
وقال البدران إن والد آية، عبد الله تركي مليحان، كان في الأصل من قرية خشام في محافظة دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادرها عام 2014، بعد أن استولى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على القرية.
يشار إلى أن الزلزال المدمر وقع في جنوب سوريا وشمال غرب سوريا الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، وأدى إلى مقتل عشرات آلاف الأشخاص في البلدين، مؤديا إلى كارثة إنسانية مستمرة.