النهار الاخبارية - وكالات
أغلق مستوطنون، مساء الإثنين 10 أبريل/نيسان 2023، وفقاً لشهود عيان، المدخل الرئيسي لمدينتي رام الله والبيرة عند حاجز بيت أيل العسكري وسط الضفة الغربية، واعتدوا على مركبات فلسطينية. وأوضح الشهود أن عدداً من المركبات تعرضت لأضرار جراء رشقها بالحجارة.
في حين اندلعت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين والمستوطنين بالموقع. من جانبه، أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص المعدني وقنابل الغاز لتوفير الحماية للمستوطنين، بحسب الشهود. وفي الإطار ذاته، أشار مراسل الأناضول، إلى أن مستوطنين تجمعوا على مفترقات عدد من الطرق غربي رام الله، وقرب مدينة نابلس (شمال).
توترات في الضفة الغربية
في سياق متصل تزداد حدة التوتر بأنحاء الضفة الغربية المحتلة منذ أشهر، وسط مداهمات عسكرية إسرائيلية متكررة على البلدات الفلسطينية. وفي وقت سابق من الإثنين، قُتل قاصر فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم عقبة جبر قرب أريحا (شرق).
من جانبها قالت الرئاسة الفلسطينية، الإثنين، إن إسرائيل تسعى لجر المنطقة إلى "مربع العنف والاضطرابات"، داعية إلى تدخل أمريكي "فوري" لإيقاف اعتداءاتها "المتكررة".
جاء ذلك في تصريح للناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، تعقيباً على مشاركة وزراء وأعضاء بالكنيست (برلمان إسرائيل)، في مسيرة مع آلاف المستوطنين شمالي الضفة، ومقتل فلسطيني في مدينة أريحا.
السلطة تنتقد الانتهاكات الإسرائيلية
فيما حمّل أبو ردينة إسرائيل مسؤولية "الاعتداءات الخطيرة والاستفزازات المتصاعدة، التي تؤكد سعي إسرائيل إلى جر المنطقة إلى مربع العنف والاضطرابات".
أضاف أن "اجتياح ميليشيات المستوطنين بقيادة وزراء من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لأراضي دولة فلسطين، لا يغير من حقيقة أنها أرض فلسطينية وستبقى كذلك، وأن هذا الاجتياح الذي يأتي بقوة السلاح لا ينشئ حقاً".
أشار أبو ردينة إلى أن "هذا الاجتياح الفاشي من المتطرفين اليهود، والذي يترافق مع القتل اليومي لأبناء شعبنا، وكان آخره استشهاد الطفل محمد فايز نبهان (15 عاماً)، واقتحام المسجد الأقصى المبارك، يدفع بالأمور نحو الانفجار، الذي لن يستطيع أحدٌ السيطرة عليه إطلاقاً".
كما تابع الناطق باسم الرئاسة أنَّ "صمت الإدارة الأمريكية شجع الاحتلال على تماديه في جرائمه بحق شعبنا"، داعياً إلى "تدخل فوري وسريع لإيقاف هذا الجنون الذي ستدفع المنطقة جميعها ثمنه".
من جانبه، حمّل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الحكومة الإسرائيلية "كامل المسؤولية عن كل ما يجري". وفي كلمة بمستهل جلسة مجلس الوزراء، طالب اشتية العالم بمحاسبة الحكومة الإسرائيلية "على جرائمها المتكررة يومياً والتي كان آخرها العدوان على المسجد الأقصى ومسيرة الوزراء وأعضاء الكنيست المؤيدة والداعمة للاستيطان، والاجتياحات والقتل المبرمج، والتي كان آخرها استشهاد الطفل محمد فايز بلهان في مخيم عقبة جبر بمدينة أريحا (الإثنين)".
بناء مستعمرات في الضفة
وفق بيان لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، فإن آلاف المستوطنين شاركوا في "مسيرة تهويدية (انطلقت) من حاجز زعترة جنوبي نابلس حتى قمة جبل صبيح (جنوبي المدينة)؛ وذلك لمحاولة الضغط على حكومة الاحتلال للسماح بالبناء والإقامة في مستعمرة أفيتار على قمة الجبل".
في حين قال مسؤول ملف الاستيطان شمالي الضفة غسان دغلس، لـ"الأناضول"، إن الجيش الإسرائيلي نشر أعداداً كبيرة من قواته في محيط بلدة بيتا وجبل صبيح المهدد بالاستيطان وحوّلهما إلى ثكنة عسكرية.
أوضح دغلس أن أهالي بيتا "خرجوا للتعبير عن رفضهم لعودة الاستيطان إلى أراضيهم في جبل صبيح، فقابلهم جيش الاحتلال بالقنابل الغازية والرصاص المطاطي".
حسب بيان للهلال الأحمر الفلسطيني، فإن طواقمه تعاملت في بلدة بيتا مع عشرات الإصابات، "بينها إصابتان بالرصاص المطاطي؛ إحداهما لصحفي، عولجتا ميدانياً، إضافة إلى 115 حالة اختناق بالغاز" خلال مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وفلسطينيين محتجين على عودة المستوطنين.
إغلاق المسجد الإبراهيمي
في مدينة الخليل جنوبي الضفة، يواصل الجيش الإسرائيلي إغلاق المسجد الإبراهيمي لليوم الثاني على التوالي أمام المصلين المسلمين، وفتحه أمام المستوطنين الإسرائيليين.
كما قال مدير المسجد غسان الرجبي، لـ"الأناضول"، إن الجيش الإسرائيلي قرر إغلاق المسجد اعتباراً من مساء السبت وحتى مساء الإثنين، بمناسبة عيد الفصح اليهودي.
قال شهود عيان لـ"الأناضول"، إن الجيش الإسرائيلي أغلق منطقة "باب الزاوية" الحيوية وسط مدينة الخليل، ومنع أصحاب المتاجر من فتحها، ونشر القناصة على أسطح المباني. وأضاف الشهود أن الإغلاق يتزامن مع اقتحام مستوطنين لموقع أثري فلسطيني في شارع بئر السبع من المدينة؛ لأداء طقوس دينية.
يذكر أنه ومنذ أشهر، تزداد حدة التوتر في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وسط اعتداءات للمستوطنين ومداهمات عسكرية إسرائيلية متكررة على البلدات الفلسطينية.