كتب عصام الحلبي
أحيت المخيمات الفلسطينية في لبنان الذكرى الحادية والعشرين لرحيل القائد الرمز ياسر عرفات (أبو عمار)، في مشهد وطني مؤثر عكس عمق الانتماء والوفاء لرمز الثورة الفلسطينية ومؤسسها، الذي ما زال حضوره حياً في قلوب الفلسطينيين رغم مرور السنين.
من عين الحلوة إلى البداوي والرشيدية وبرج البراجنة، رفرفت الأعلام الفلسطينية وصور الشهيد ياسر عرفات في شوارع المخيمات، وارتفعت الهتافات التي تؤكد استمرار المسيرة النضالية التي بدأها قبل عقود.
اتسم إحياء الذكرى هذا العام بزخم غير مسبوق منذ سنوات، حيث شارك فيها المتقاعدون وقدامى المناضلين إلى جانب الأطر التنظيمية والحشود الشعبية الواسعة، توحدت جميعها في مشهدٍ يجسد الوفاء للقائد الذي كرّس حياته من أجل فلسطين وحملها في قلبه حتى لحظة استشهاده.
وهذا الزخم الذي جمع الرعيل الأول والثاني من الثورة وحركة فتح إلى جانب الزهرات والأشبال وجيل الشباب، هو تأكيدٌ واضح على أن مسيرة النضال والثورة مسيرة متواصلة بين الأجيال، لا تنقطع ولا تضعف، بل تتجدد في كل مرحلة من تاريخ الشعب الفلسطيني.
وشكلت هذه المشاركة الجماهيرية الواسعة تأكيداً على تمسك الفلسطينيين في لبنان بثوابتهم الوطنية، وانتمائهم لحركة فتح التي قادها ياسر عرفات بكل إخلاص، ودعمهم للقيادة الفلسطينية ممثلةً بالرئيس محمود عباس (أبو مازن)، الذي يواصل السير على نهج الشهيد الرمز دفاعاً عن الحقوق الوطنية، ومواصلة النضال السياسي والدبلوماسي لتحقيق الحرية والاستقلال.
ورغم ما تعانيه المخيمات الفلسطينية في لبنان من أوضاع إنسانية واقتصادية صعبة، فإن أبناءها أكدوا من خلال هذا الحضور الجماعي أن أبو عمار لم يغب عن الذاكرة، وأن إرثه النضالي سيبقى منارة للأجيال، ودافعاً لمواصلة الكفاح حتى تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.