الثلاثاء 28 تشرين الأول 2025

لبنان تحت الضغط ومواجه جديدة أكثر خطورة من الحرب السابقه .

النهار الاخباريه وكالات

في خضم التصعيد المتواصل بين حزب الله وإسرائيل، تتكثف التحذيرات من انزلاق لبنان إلى مواجهة جديدة تبدو أكثر خطورة من سابقاتها. فالحزب يرفض تسليم سلاحه ويتمسك بخيار المقاومة، فيما تتحرك الولايات المتحدة ومصر في مساعٍ متسارعة لتفادي الانفجار.
وبين ضغوط الخارج وتباين المواقف في الداخل، يلوح لبنان  على حافة مرحلة مفصلية قد تحدد مصيره الأمني والسياسي في الفترة المقبلة.
 يعيش  لبنان مرحلة غاية في الحساسية، إذ يواجه حزب الله أزمة متصاعدة بعد رفضه تسليم السلاح أو الدخول في أي تسوية تُضعف نفوذه العسكري، مؤكداً أن الحزب "ربما لم يدرك بعد تداعيات السابع من أكتوبر"، وما أحدثه من تحولات عميقة في موازين القوى الإقليمية.
وتشير مصادر اعلاميه أن الرسالة التي وجهها الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم إلى المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس تعكس موقفاً متصلباً من جانب الحزب، مفاده أنه غير مستعد لتسليم السلاح، وهو ما يجعل لبنان  أمام تهديدات حقيقية وجدية تتعلق بأمنه واستقراره، وربما مستقبله السياسي برمّته.
أجهزة الأمن المصرية نقلت إلى بيروت تحذيرات "شديدة الخطورة"، مفادها أن شيئاً كبيراً يحضر للبنان، داعيةً الحكومة إلى التعامل مع التهديدات الإسرائيلية بنظرة واقعية وجدية. وبحسب نفس المصادر الاعلاميه فإن رئيس المخابرات المصرية سيزور بيروت حاملا هذه الرسائل مباشرة، وربما يسعى إلى فتح خطوط اتصال أو مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل.
أن الجهود المصرية تتقاطع مع تحركات أخرى في المنطقة، منها ما قام به الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أرسل مبعوثاً خاصاً إلى لبنان "للبحث في سحب السلاح الفلسطيني الثقيل من المخيمات"، في محاولة لـ"نزع الذريعة التي تتحجج بها إسرائيل لتبرير اعتداءاتها"، وفق قوله.
جاءت زيارة مورغان أورتاغوس إلى بيروت في إطار مهمة أميركية عاجلة هدفها منع تدهور الوضع أو توسيع الحرب مع إسرائيل.
ويشير إلى أن المبعوثة الأميركية وصلت "برفقة ضباط إسرائيليين إلى مناطق حدودية بجنوب لبنان"، في رسالة أرادت تل أبيب إظهارها بوضوح أن هذه الخطوة تحمل إنذاراً مبطناً بأن ملف سلاح حزب الله بات على الطاولة بجدية.
ويشير مرجع  حكومي لبناني كبير"، أن أورتاغوس حملت مهلة زمنية لا تتجاوز أسبوعاً لسحب سلاح الحزب، وهو ما وصفه المرجع بأنه وقت قصير جداً وغير واقعي.
ويضيف المرجع أن الحكومة اللبنانية نفسها لا تملك معلومات دقيقة عن مستودعات الحزب، وأن التواصل يجري عبر "الآلية الأميركية – الإسرائيلية" التي تتطلب إجراءات مطوّلة.
في موازاة ذلك، يؤكد المرجع الحكومى أن لبنان أبدى استعداداً لإجراء مفاوضات مع إسرائيل، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، مشيراً إلى أن مرجعاً حكومياً رفيعاً قال في جلسة خاصة إن "لا فرق بين المفاوضات المباشرة وغير المباشرة"، ما دام الأميركيون حاضرين في الغرفة نفسها وينقلون الرسائل بين الطرفين.
لبنان مستعد لإحياء اتفاق 27 نوفمبر الذي أرسى وقفاً لإطلاق النار قبل نحو عام، والعمل على إزالة أي عقبات تعترض تنفيذه.
لكن في المقابل، يرى السبع أن "أي انسداد في أفق المفاوضات" قد يدفع إسرائيل إلى شن عملية عسكرية واسعة، وربما تدخل بري في الأراضي اللبنانية، خاصة بعد أن بات الجيش اللبناني يسيطر على نحو 600 مستودع في الجنوب "جنوب خط الليطاني"، في وقت تقلص فيه وجود حزب الله هناك.
المشهد الراهن  الحالي يضع لبنان أمام مفترق خطير: فإما أن ينجح في فتح مسار تفاوضي يضمن خفض التوتر، أو أن ينزلق إلى مواجهة ميدانية لا تُعرف حدودها.
 أن الخرق الأمني داخل الحزب، والانكماش المالي، وتراجع الدعم الإيراني، مقابل الحزم الإسرائيلي والدعم الأميركي، كلها مؤشرات على مرحلة جديدة قد لا يستطيع لبنان تحمل كلفتها.
 إن "المنطقة تغيرت، وحزب الله لم يتغير"، وإن استمرار الحزب في رفض تسليم السلاح "قد يجعل من لبنان ساحة مفتوحة لحرب قادمة"، ما لم يتم التوصل إلى صيغة تفاهم تُنقذ البلاد من الانفجار.