النهار الاخباريه - وكالات
إدعى جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومستشاره الأول في البيت الأبيض الذي خول له مسؤولية تصفية القضية الفلسطينية، أنه في بداية عام 2020، وعد ديفيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة الأميركية عندئذ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن إدارة ترامب ستدعم "إسرائيل" بسرعة في ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، دون إعلام البيت الأبيض.
وبحسب موقع آكسيوس الأميركي، اندلعت أزمة كبيرة بشأن إعلان نتنياهو المفاجئ عن ضم أراض محتلة واسعة، ما اعتبر لحظة فاصلة في العلاقة بين الرئيس السابق ترامب ونتنياهو، وخلقت أيضًا صراعًا رئيسيًا على صعيد السياسة الداخلية داخل الدائرة المقربة من ترامب.
يذكر أن محامي الإفلاس ديفيد فريدمان، الذي أصبح سفيرًا لترامب في "إسرائيل"، ويقيم الآن في مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، خلال العام الماضي، نفى روايات كهذه منشورة في وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية، وبحسب كتاب الصحفي الإسرائيلي باراك رفيد، "سلام ترامب"، أن يكون قد تصرف بشأن خطط الضم الإسرائيلية خلف ظهر البيت الأبيض، وهو يفنده كوشنر في كتابه الجديد الذي سينشر في الأسواق يوم 23 آب الجاري.
يذكر أن ترامب في خطاب ألقاه في 28 كانون الثاني 2020 أعلن فيه عن "صفقة القرن"، خطته لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما أعلن فيه (ترامب) إن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل في ضم مناطق من الضفة الغربية كجزء من تنفيذ الخطة، دون تحديد فترة زمنية لذلك.
يذكر أن فريدمان قال فرده على أسئلة الصحفيين في البيت الأبيض بعد انتهاء مراسم الكشف عن "صفقة القرن" مباشرة، إن "بإمكان إسرائيل أن تبدأ في خطط الضم على الفور" وبعد ذلك بوقت قصير، أعلن نتنياهو أنه سيمرر قرارًا في حكومته بشأن الضم في غضون خمسة أيام.
ويدعي كوشنر في كتابه الجديد "كسر التاريخ: مذكرات البيت الأبيض"، الذي نشرت في الولايات المتحدة أجزاء منه، في سياق الترويج للكتاب أنه (كوشنر) وترامب تفاجئا بإعلان نتنياهو كما تفاجئا بما قاله فريدمان للصحفيين، ما دفع ترامب وكوشنر للتصريح بأن الضم لا يمكن أن يحدث على الفور.
وبحسب أكسيوس، يصف كوشنر كيف حدث ذلك في كتابه: "كما اتضح فيما بعد، أكد فريدمان لبيبي (نتنياهو) أنه سيقنع البيت الأبيض بدعم الضم على الفور. لم ينقل لي (كوشنر) أو لأي شخص في فريقي ".
ويضيف صهر ترامب وكبير مستشاريه أنه واجه فريدمان، الذي ادعى بعد ذلك أنه قدم خطة ترامب بدقة، كما " عندها احتد جدلنا وسحبت الخطة من المجلد الموجود على مكتبي، وسألته "أين يقول هذا هنا؟" "لا تقول ذلك هنا، أنت من أفضل المحامين في العالم. أنت تعلم أن هذا ليس ما اتفقنا عليه ".
وبحسب موقع أكسيوس، وافق فريدمان في النهاية على سحب بيانه السابق وإخبار نتنياهو أنه لا يستطيع المضي قدمًا في عملية الضم.
وبحسب أكسيوس يقول كوشنر أنه "وراء الكواليس، وصلت علاقتنا مع الحكومة الإسرائيلية إلى أدنى مستوياتها حتى الآن، وشعرت وكأنني كنت أحاول دفع الإسرائيليين إلى الأمام وبناء شراكات مع العالم الأوسع بينما كانوا عالقين في السياسة الداخلية".
يذكر أنه في كتابه، "المطرقة"، قلل فريدمان من أهمية الجهود التي بذلها مع نتنياهو للضغط من أجل خطوة ضم سريعة وقال إن كل ما فعله كان بالتنسيق مع كوشنر، وصور ما حدث على أنه سوء تفاهم بينه وبين كوشنر ونتنياهو ومستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ويقول الموقع أن فريدمان أخبر أكسيوس هذا الأسبوع أنه متمسك بتذكره للأحداث كما ورد في مذكراته، قائلا "كان لدى جاريد (كوشنر) سوء فهم بشأن توقيت صفقة السيادة (ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة) مع إسرائيل وليس جوهرها. أجرينا بعض المناقشات الساخنة التي تتناسب مع ضغوط اللحظة. لكن في النهاية، قمنا بحل خلافاتنا بطريقة تخدم مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل على أفضل وجه".