النهار الاخبارية - وكالات
قال مدير "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، عزمي بشارة، خلال حوار بشأن الحرب على غزة، أُجري معه إن "هناك حالة من الحيرة والارتباك في إسرائيل بعد الإذلال الذي حدث في 7 أكتوبر الجاري".
وذكر بشارة أن مصدر التردَّد أن (إسرائيل) لا تعرف ماذا حضّرت المقاومة في حال الاجتياح البري، بالإضافة لعدم معرفتها نوايا "حزب الله"، مشيراً إلى أن لا ضمانات بالنسبة لـ(إسرائيل) بنجاحها في تحقيق "الهدف النهائي" الذي يقضي بإنهاء حركة "حماس"، وبالتالي إيجاد طرف فلسطيني آخر يحكم القطاع، وكل ذلك يسميه بشارة "حالة عدم يقين من الغزو البري لغزة".
كما أكد أن سلطات الاحتلال تشنّ عدوانها الحاليّ على قطاع غزة المحاصَر، وكأنه ما مِن سياق سوى العملية الأخيرة التي أطلقتها فصائل المقاومة وعلى رأسها "حماس"؛ و"كأن قطاع غزة ليس محاصراً منذ سنوات"، وكأن الفلسطينيّ لا يتعرّض لاضطهاد مستمرّ منذ سنوات كذلك.
وذكر بشارة في معرض تعقيبه على الانحياز الأميركي غير المسبوق خلف (إسرائيل) وروايتها، أن بنية الرئيس الأميركي، جو بايدن الفكرية الصهيونية، تعود إلى زمن الرؤساء الأميركيين في ثمانينيات القرن الماضي لناحية التماهي مع (إسرائيل)، والنظر إليها كدولة ديمقراطية تشبه أميركا في "لاهوتها السياسي"، وكدولة استعمارية، ولناحية دور الدين فيها كذلك.
وأشار في حواره مع "التلفزيون العربي" أن "ما يجري في غزة، ينسف فكرة إمكانية تهميش القضية الفلسطينية"، داعياً "المقاومة يجب أن تتحضّر لأسوأ السيناريوهات الممكنة".
وأضاف أن الإعلام الغربيّ قد "تجنَّد لدعم إسرائيل، وعمل على تغييب السياقات في نقل ما يجري".
وقال بشارة إنه "يجب محاسبة الإعلام الغربيّ على طبيعة تغطيته لما يجري في غزة". وذكر أن هناك "إرهابا فكريا" يمارسه الغرب ضدّ كل من يجرؤ على التضامن مع غزة، مشيرا إلى فُقدان بعض من وجّهوا انتقادات إزاء الممارسات الإسرائيلية، لأعمالهم ووظائفهم.
وشدّد على أن التعاطي الإعلامي الغربي مع الفلسطينيين كأرقام وليس كبشر لكل منهم قصة وحياة وأقارب وسيرة. ونتيجة لذلك، وصف بشارة ما يواجه المتضامنين مع الفلسطينيين حاليا في الغرب بـ"المكارثية الجديدة".
وأضاف إن "الأسرى في غزة لا يشكلون أولوية عند القادة الإسرائيليين"، مؤكدًا أن "حدة الاشتباكات على الجبهة الشمالية تزداد باستمرار، وقد تصل فعلًا إلى حالة حرب".
وقال بشارة إن "إسرائيل تستهدف المدنيين ضمن سياسة تدفيع ثمن لها أهداف"، مشدّدا على أن "مشوار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو السياسي انتهى وسيكون هناك لجان تحقيق بعد الحرب".
وأوضح أن القصف الجاري حالياً على الأماكن المدنية في غزة، ليس نتيجة "أخطاء جانبية" بحسب المصطلحات الحربية الأميركية، بل "استهداف منهجي لتدفيع المجتمع الثمن، وهذا عامل عنصري كولونيالي يعبّر عنه بعقلية إسرائيلية ترمي إلى تربية الفلسطينيين".
وأكد بشارة أنه "من المستغرَب أن الموقف العربي الرسمي لم يطالب بوقف العدوان منذ اليوم الأول". وأضاف أن "الدول العربية قادرة على التأثير في ما يجري في قطاع غزة إذا اتخذوا خطوات جدية ضد إسرائيل".
ورأى بشارة أن الموقف المصري والعربي الرافض لتهجير سكان غزة، إيجابي بحد ذاته، لكنه أشار إلى أن المشكلة تكمن في اعتبار أن "التهجير فقط هو خط أحمر"، بينما يجب أن يشمل هذا الخط الأحمر المجازر واستهداف المدنيين.
وأعرب عن خشيته أن تفهم إسرائيل هذا الرفض العربي الرسمي القاطع حصرا للتهجير بأنه "مسموح إبقاء سكان غزة في هذا القفص وقتلهم فيه".