النهار الاخبارية - وكالات
حلّ يوم الجمعة 13 يناير/كانون الثاني وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في زيارة رسمية للبنان استمرت لمدة 3 أيام، التقى خلالها مجموعة من المسؤولين اللبنانيين.
والتقى وزير الخارجية الإيراني نظيره عبد الله بو حبيب، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، كذلك ممثلين عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي وعدد من الشخصيات السياسية وممثلي الأحزاب اللبنانية.
وكشف وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب لـ"عربي بوست" أن زيارة وزير الخارجية الإيراني للبنان ليست مفاجئة، بل تم التنسيق لها منذ أسابيع بين لبنان وإيران، وجرى وضع جدول أعمال لها.
وأضاف بوحبيب أن للزيارة سببين اثنين أولهما التأكيد الإيراني على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل الأطراف الفاعلة.
أما السبب الثاني، فزيارة وزير الخارجية الإيراني للبنان، حسب عبد الله بوحبيب، جاءت للتأكيد على استعداد إيران المستمر لتقديم مساعدات للبنان، لا سيما فيما يتعلق بالنفط والكهرباء، وبناء معامل جديدة للطاقة.
وأشار وزير الخارجية اللبناني، إلى أن بيروت سيصعب عليها قبول مساعدات طهران خشية عقوبات أمريكية وأوروبية محتملة، في ظل عدم تقدم توقيع الاتفاق النووي، كما أن لبنان لا يحتمل عزلاً دولياً جديداً.
صعوبة قبول الهبة الكهربائية
عبّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن استعداد بلاده إعادة بناء وتأهيل معامل إنتاج الطاقة الكهربائية في لبنان، وبناء معامل جديدة، انطلاقاً من التوافق الذي يمكن التوصل إليه مع أي حكومة لبنانية.
من جهته، كشف مصدر برئاسة الحكومة اللبنانية أن وزير الخارجية الإيراني بحث مع ميقاتي ملف الطاقة والفيول الإيرانيين، وأبدى استعداد طهران مساعدة لبنان للخروج من أزمة الكهرباء.
وأضاف المصدر لـ"عربي بوست" أن ميقاتي شرح لضيفه صعوبة قبول الدعم الإيراني، لأن هناك مكتباً قانونياً لبنانياً يتابع مع واشنطن حل ملف الكهرباء، وذلك لتفادي أي عقوبات أمريكية مستقبلية على لبنان وحكومته.
تفاصيل لقاء نصر الله
واستقبل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وزير خارجية إيران حسين عبد اللهيان والوفد المرافق له، بحضور السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني.
وفي بيان له، قال حزب الله إنه جرى استعراض آخر التطورات السياسية بالمنطقة، خلال اللقاء، بالإضافة إلى التهديدات التي يُمكن أن تلحق الحزب وإيران بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية اليمينية.
في هذا السياق أكد مصدر في حزب الله لـ"عربي بوست" أنه تم بحث مجمل ملفات لبنان والمنطقة، والأزمة الاقتصادية اللبنانية، إضافة إلى بحث موضوع الهبة الإيرانية والأزمات التي تحول دون إتمامها.
كما استعرض الجانبان المساعدات الإيرانية التي قُدمت للحزب، على رأسها الوقود الإيراني، وكيفية توزيعه على دفعات على القرى والبلدات اللبنانية والتي تعاني جراء ما سماه "الحصار الأمريكي على لبنان".
وبحسب مصدر حزب الله، فإن نصر الله ناقش مع المسؤول الإيراني تطورات التحركات الإسرائيلية الأخيرة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، وكذلك ملف ترسيم الحدود البحرية.
وناقش الطرفان كيفية استثمار ملف الترسيم لحصول لبنان على كامل حقوقه من الثروة النفطية والغازية، ومنع أي محاولة مستقبلية لإسرائيل للاستحواذ على ثروات لبنان.
وأشار المتحدث إلى أن "حزب الله جاهز لأي تحركات عسكرية ولأي مواجهة في ظل الحكومة اليمينية الجديدة في تل أبيب، والتي تسعى لضرب لبنان والحزب واستهداف ترسانته الصاروخية".
ما الذي تُريده إيران؟
كشف مصدر دبلوماسي لـ"عربي بوست" أن الدول الإقليمية تنظر لزيارة وزير الخارجية الإيراني على أنها زيارة غير عادية لكونها تأتي في ظل تحولات إقليمية متسارعة في منطقة الشرق الأوسط.
ويرى المصدر أن الزيارة تأتي في لحظة سياسية حاسمة في المنطقة، تسعى طهران من خلالها لتثبيت حضورها في لبنان ودول المنطقة، عبر إعادة توحيد القوى الحليفة لها في لبنان أو دول الجوار.
ويشير المصدر نفسه إلى أن التحركات الإيرانية تجاه لبنان وسوريا لا تنفصل عن تطورات العلاقة التركية-السورية برعاية موسكو وأبوظبي والتي تغيب عن فصولها إيران.
أيضاً تأتي تحركات طهران بالتوازي مع تحرك فرنسي قطري حول ملف الرئاسة في لبنان، والذي سيترجم باللقاء الرباعي في باريس بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والسعودية وقطر وفرنسا.