بمنازلنا .
النهارالاخباريه - غزه
في منطقة اليرموك وسط مدينة غزة، كانت "نداء معِين" تتحدث إلى مراسل النهارالاخباريه ، عبر الهاتف بينما تراقب من النافذة القنابل الضوئية التى تسقكها القوات الإسرائيلية وهي تسقط على المناطق المجاورة وتتسبب بإشعال المباني السكنية في ظل القصف الصهيوني على قطاع غزة والذي خلف وراءه آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين والنازحين.
ونداء وعائلتها ضمن عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين لا يزالون بمنازلهم بمدينة غزة في الجزء الشمالي من القطاع المحاصر رغم القصف الإسرائيلي المكثف على أحيائهم.
نرفض النزوح من بيوتنا
قالت نداء (29عاماً)، لكراسل النهارالاخباريه ، معظم الناس لا يزالون هنا، وكثير من أقاربي لم يغادروا منازلهم، حتى إننا نرى الناس يفرون من منازلهم في أجزاء أخرى من مدينة غزة ويأتون إلى حينا رغم أن الوضع فيه ليس آمناً أيضاً"
وقالت: "حين أتصل بأصدقائي الذين رحلوا إلى المناطق الجنوبية، أشعر بأنني أعيش في جزء مختلف من العالم نشعر بعزلة شديدة رغم أن المسافة بيننا كيلومترات قليلة
في اليوم الأول من الحرب الصهيونيه الشاملة على غزة، غادرت نداء وزوجها وطفلها البالغ من العمر ثلاثة اشهر منزلهم للاحتماء بمنزل أهل زوجها في حي مجاور
وبعد ذلك، أثناء التهجير الجماعي لسكان شمال قطاع غزة ومدينة غزة في 13 أكتوبر/تشرين الأول بعد الإنذار الإسرائيلي الذي أمهلهم 24 ساعة للمغادرة، تركت هي وعائلتها منزلهم بحثاً عن ملجأ في خان يونس بالجنوب.
لكنهم عادوا بعد أسبوع بعدما عاشوا "أقسى ليالي" القصف الإسرائيلي هناك
وقالت: "في معظم الأوقات، لا يمكننا حتى الاقتراب من النافذة؛ خوفاً من احتمال وجود قناصة في أي مكان بالقرب من الحي الذي نعيش فيه. لا يمكننا مغادرة المنزل لأي سبب من الأسباب. وحتى لو غادرنا، فلن نجد أي أسواق مفتوحة وأضافت أن أقاربها وأصدقاءها الذين غادروا خلال الأسبوع الماضي قالوا إنهم عاشوا "كابوساً حقيقياً"، واُضطروا إلى السيرعدة كيلومترات تحت القصف وقالت انا أيضاً قلقة واخاف من أن يحتاج أي فرد من أفراد أسرتى إلى علاج طبي، لأنه لا توجد مستشفيات لعلاجه.
وقالت: "أنا مرعوبة من أنه إذا بقينا هنا وأصيب أحد منا، أو حتى لو انكسرت ساق طفل، فلن نجد أي مستشفى أو عيادة مفتوحة في المدينة بأكملها.
العيادات من حولنا مغلقة بسبب عدم توافر الوقود والمستشفيات الرئيسية حالياً محاصرة بالدبابات الإسرائيلية، وكل من يقترب منها يطلقون عليه النار"
وقالت: "رأينا أنه لا داعي للبقاء هناك ما دام القصف بالكثافة نفسها.
ولكننا لم نتمكن من البقاء فترة أطول، لأن عدد النازحين الذين لجأوا إلى منزل أقاربنا كان كبيراً، وكانت إمدادات الغذاء والمياه شحيحة. ورأينا أنه من الأفضل أن نعود إلى منزلنا، الذي خزنّا به الطعام وكميات صغيرة من الماء".
في الحي الذي تقيم به نداء، قالت ممرضة تعمل في جناح الولادة بمستشفى الصحابة بمدينة غزة، إنه أغلق بسبب نقص الوقود. وكان هذا آخر جناح للولادة في مدينة غزة، ما يعني أن النساء الحوامل لن يتمكنّ من إجراء عمليات قيصرية.
وقالت آية محمد، الممرضة البالغة من العمر 25 عاماً،لكراسل النهارالاخباريه "لا يوجد مكان يمكن للنساء الحوامل الذهاب إليه حالياً للولادة.
ولا يوجد مستشفى أو عيادة للولادة مفتوحةٌ الآن. ونتوقع أن تموت عشرات النساء الحوامل، لأنهن سيضطررن إلى الولادة بمفردهن في المنزل".
وفضلاً عن ذلك، لن تتمكن النساء اللاتي يتعرضن للإجهاض من الحصول على الرعاية الطبية الضرورية التي يحتجن إليها
وقالت آية "منذ بداية الحرب استقبلنا العشرات من حالات الإجهاض بسبب الخوف من القصف والضغط النفسي الشديد". ويوم الخميس، خلال مناوبتها وحدها، استقبلوا ست حالات
وقال شهود عيان لمراسل النهار الاخباريه إن أزواج وأقارب النساء الحوامل المتوقع أن يلدن قريباً يجوبون الأحياء بحثاً عن أطباء يعيشون في مكان قريب؛ لمساعدتهن على الولادة في المنزل.