النهارالاخباريه - وكالات
بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية رداً على الاعتداءات المتكررة للاحتلال على الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية، انتشرت شائعات داخل إسرائيل تقول بوجود مؤامرة شاركت فيها عناصر من الجيش والمخابرات هدفها الإطاحة بحكومة بنيامين نتنياهو
لكن صحيفة الإسرائيلية قالت في تقرير لها إن تلك الشائعات التي كانت تتداول على مستوى "المواقع الصفراء" تحولت إلى مواضيع يتم مناقشتها في اجتماعات على أعلى المستويات داخل إسرائيل
بعد هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تداولت حاشية نتنياهو ومقربوه نظريات مؤامرة كان تداولها مقتصراً على المواقع الصفراء على الإنترنت، إلا أن هذه الشائعات ما تلبث أن تنتشر بعد تداولهم إياها، لا سيما أن بعضها بات يُعرض للنقاش في جلسات الكنيست، وفي اجتماعات الحكومة.
حسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن الغرض من تداول هذه المزاعم أن تُنسب المسؤولية عما حدث خلال عملية "طوفان الأقصى" إلى أي أحد في إسرائيل إلا نتنياهو نفسه.
على المنوال ذاته، نشرت أوريت ستروك، وزيرة الاستيطان بالحكومة الإسرائيلية ونائبة الكنيست عن حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، شائعة أخرى خلال جلسة للحكومة في الأيام الماضية؛ إذ سألت الجنرال إليعازر توليدانو، قائد مديرية الشؤون الاستراتيجية بجيش الاحتلال، عما إذا كان صحيحاً أن طيارين في سلاح الجو الإسرائيلي يرفضون قصف بعض الأهداف في قطاع غزة لأسباب أخلاقية، ومن ثم يعرِّضون جنود الاحتلال في الميدان للخطر.
كما تساءلت أوريت عما فعله رئيس الوزراء للرد على ذلك. ولما قال لها توليدانو إن "هذا سؤال فظيع"، تعرض للتوبيخ من دوائر اليمين الإسرائيلية المقربة من نتنياهو.
تشير هذه الأمور إلى أن نتنياهو، الذي يزعم أنه يقود حرباً عصيبة على عدة جبهات، لا يزال عاجزاً عن كبح اليمينيين المتطرفين الذين سيطروا على حكومته؛ مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة الاستيطان أوريت ستروك، وغيرهم، تقول الصحيفة.
مع ذلك، فإن هذا ليس مستغرباً، لأن واقع الأمر أن أشد نظريات المؤامرة طيشاً في إسرائيل حالياً، كان قد نشرها أفراد من عائلة نتنياهو أو أشخاص مقربون منه؛ مثل ابنه الذي عاد إلى إسرائيل من الخارج منذ بضعة أيام.
هكذا، يبث أفراد عائلة نتنياهو كل صباح شائعات تتهم جميع المعارضين بأنهم خونة، وأنهم تعاونوا مع جماعة الإخوان المسلمين، ومع حماس، لخيانة "بيبي" والتآمر عليه، وما إلى ذلك!
بلغ الأمر أن بات ثلث الإسرائيليين يعتقدون أن "هناك خونة بين ظهرانيهم"، وأن الهزيمة
التي تعرضت لها إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول وقعت لأن عناصر في الجيش الإسرائيلي والاستخبارات الداخلية (الشاباك) والمحتجين على "التعديلات القضائية" التي أقرتها حكومة نتنياهو، تآمروا على تلك الحكومة وأرادوا هزيمتها.
يحاول المقربون من نتنياهو أن يقنعوا الإسرائيليين بأن "بيبي" وحده هو الضحية، وهم بذلك يحرفون الأنظار عن أكثر من 1500 إسرائيلي سقطوا قتلى حتى الآن، و200 ألف لاجئ نزحوا عن بيوتهم، وشعب بأكمله فقد الثقة بنفسه وخسر آماله وانهار عالمه الذي كان يعيش فيه قبل "طوفان الأقصى".
حسب الصحيفة، لم يكن سؤال ستروك سؤالاً بريئاً من أجل المعرفة، بل كان فخاً لمسؤول الجيش، وانطوى على تشهير مقزز، واتهام ليس له أساس ولا صلة بالواقع.
لو كانت حكومة نتنياهو تتحلّى بالحكمة وتُدار فيها الأمور إدارة طبيعية، لكان من المفترض الآن بهذه الحكومة أن تأمر الوزيرة بالخروج من منصبها، "لأنها سألت توليدانو هذا السؤال المغرض خلال اجتماع لمجلس الوزراء، مع أنها كان يمكنها بسهولة أن تسأل مكتب وزير الدفاع عن هذه المزاعم، وكانت ستدرك حينئذ أن القوات الجوية والقوات البرية الإسرائيلية يتعاونان في الحرب على غزة تعاوناً وثيقاً وفعالاً ومحكماً".