الإثنين 11 تشرين الثاني 2024

طفل بمواجهة همجية الاحتلال


هذه الصورة الفذّة لو لم تُلتقط في فلسطين لكانت حصلت على الجائزة الكبرى وعلى أكبر حملة إعلاميّة ودعائيّة ممكنة. صورة من أجمل ما شاهدتُ؛ طفل فلسطينيّ يعرض بطولته وبراءتها أمام المحتلّ. عندما كنّا بسنّه كنّا نحسّ أنفسنا جبابرة على مستوى عمالقة القصص الخياليّة، طرزان، سوبرمان.. كنّا نعتقد أنّ العالم لا يسعنا، وأنّ قوّتنا لا تُضاهى. يعكس هذا الطفل تحدّي الطفولة، وبالتحديد الفلسطينيّة، لجبروت المحتل. دلالات الصورة لا تقتصر على معانٍ محدودة فقط بل لها امتداداتها المعنويّة والنفسيّة والوجوديّة... طفل تدلّ عظام قفصه الصدريّ على المستوى المعيشيّ للمواطن الفلسطينيّ الجائع والمحاصر، الذي لا يملك قوت غذائه. تُرى ألم يترك تصرّف هذا الطفل أثراً في نفس هذا المحتل؟ بلى؛ سيقول في قرارة نفسه أنّ هذا الطفل سيُشكّل، مع الكثيرين غيره، تحدّياً وخطراً وجوديّاً على كياننا وعلى وجودنا الذي أصبح مؤقتاً. هي بداية الأفول. سبقت هذه الصورة صورة الطفلة الفلسطينيّة التي تجمع قبضتها في وجه الجنديّ الصهيونيّ تهمّ بضربه بما امتلكت من قهر وعنفوان. هذه الطفولة الفلسطينيّة، وبالتحديد صورة هذا الطفل تعني الكثير الكثير؛ هي تفوق الصواريخ والأسلحة الناريّة قوّة وتدميراً، لكنّ المشكلة تكمن في العرب الذين لا يستفيدون من هذه اللحظات، كما يفعل الإسرائيليّ في حربه الإعلاميّة. تأكّدوا معي أنّ هذه الصورة ستُحرّر فلسطين أكثر وأسرع من أي شيء آخر..