الأحد 29 أيلول 2024

صمت سعودى وسط وعود امريكيه باستثناءات من قيصر

  
النهار الاخباريه  بيروت 

لم تواجه حكومة في تاريخ لبنان منذ الاستقلال وحتى اليوم الأول لولادتها هذا الكم الكبير من الملفات المتفجرة والألغام  كما واجهته  حكومة الرئيس  نجيب َميقاتي  المطوقة  بلهيب المحروقات وفقدان الخبز والادوية والاحتكارات وتراجع سعر الصرف وتعثر القطاع المصرفي وموجة اضرابات مطلبية تربويا  ومعيشيا وشلل في مؤسسات الدولة وفلتان أمني وهجرة خطرة، والأهم تداعيات انفجار المرفأ والآخطر ان هذه الحكومة قد يكون عمرها الأطول في تاريخ الحكومات لأنها قد تدير الفراغ لسنوات في حال تعذر اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية، وهذا السبب الأساسي والمركزي وراء تمسك  الأطراف بحصصها لوضعها هذا الاحتمال في حساباتها. ولذلك المطلوب من حكومة ميقاتي التواضع والاستفادة من اجواء الارتياح الشعبي الواسع الذي رافق التأليف وعدم فقدانه بعد اسبوع بتكبير مروحة الانجازات والامال والأحلام وإعطاء الوعود لان الحكومة «مجبورة وبالاكراه» على تغطية  قرار رفع الدعم غير الشعبي مهما كان موقفها من الموضوع لان الاحتياطي وصل إلى الخط الأحمر. وألمح الى ذلك  ميقاتي بأن رفع الدعم سببه عدم وجود المال وليس رغبة من أي فريق، وهذا يفرض مصارحة الناس بالحقائق والاسراع  في إنجاز بعض الخطوات التي تلامس اوجاع الناس كالبطاقة التمويلية، لأن عودة البلد إلى  مرحلة  ما قبل  انتفاضة ١٧ تشرين الأول مستحيل، وما سبقها مرحلة ذهبت ولن تعود مطلقا  ، ولذلك فإن الحكومة كانت أمس واقعة تحت زنار نار المحروقات من كل الجهات وتفاقمت بشكل غير مسبوق، مما يفرض على الحكومة اتخاذ القرار السريع في هذا المجال مهما كانت التبرعات حتى لو حسم الاتجاه لرفع الدعم  


وتدعو مصادر مطلعة إلى طي مرحلة تأليف الحكومة وما رافقها من مناكفات وخلافات وفتح صفحة جديدة  والتعويل على الدعم الداخلي والعربي الذي صدر فور إعلان الولادة رغم الصمت السعودي حتى الآن، في مقابل دعم اميركي روسي صيني فرنسي وأوروبي شامل ووعود أميركية فرنسية للبنان بتسهيل حصوله على ٣ مليارات دولار مرهونة ببرنامج حكومي إصلاحي، على ان تكون الخطوة الأولى للحكومة التفاوض مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي للاسراع في تقديم القروض والهبات والمساعدات، حيث اظهر مسار الأحداث وجود  حرص دولي على منع تدهور الامور نحو الانهيار الشامل والفوضى، وترجم بوعد اميركي من وفد الكونغرس الذي زار لبنان مؤخرا باستثنائه من مروحة واسعة من قانون قيصر ظهر على الفور بالاجتماع الرباعي في عمان لتأمين استجرار الغاز المصري والكهرباء من الاردن عبر سوريا.