السبت 21 أيلول 2024

“صراع” بين نتنياهو والجيش..

النهار الاخبارية - وكالات 

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأحد 22 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى إلى التنصل من مسؤولية فشل التنبؤ بهجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وإلقاء المسؤولية على عاتق الجيش لفشله في التنبؤ بالهجوم.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بالجيش لم تسمه قوله: "نتنياهو يقوم بحملة.. يجمع الأدلة ضد الجيش، ويشرح في محادثات خاصة لماذا لا يقع عليه اللوم، ويردد أنه لم يحصل على المعلومات الاستخبارية".

فيما قال مسؤول آخر بالجيش للصحيفة: "من الواضح ما يفعله نتنياهو.. إنه أمر مشين".

"متحدث جديد"
الصحيفة الإسرائيلية لفتت أيضاً إلى "تعيين نتنياهو، متحدثاً جديداً للتنسيق مع المراسلين العسكريين الإسرائيليين، بعد 4 أيام فقط من الحرب".

وأوضحت أن "إيلي فيلدشتاين، عمل كمتحدث باسم فرقة الضفة الغربية التابعة للجيش، ما جعله على دراية جيدة بالمراسلين العسكريين، وكان فيما بعد المتحدث باسم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير".

إلى ذلك، قالت إن عدة مصادر "وصفت التعيين بأنه غير عادي، خاصة خلال الحرب، حيث يحتفظ وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش عادة باتصالات مستمرة مع المراسلين العسكريين".

وبحسب مصدر في الجيش فإنها "خطوة مشكوك فيها، خاصة بالنظر إلى أن كبار القادة العسكريين تحملوا مسؤولية الفشل في توقع الهجوم، بينما رفض نتنياهو الاعتراف بأي دور".

"التهرب من المسؤولية"
من جهته، اعتبر المصدر، لم تكشف الصحيفة عن هويته، أن نتنياهو، "مخطئ في الاعتقاد بأنه قادر على التهرب من المساءلة، بعد أن قال مسؤولون عسكريون كبار إنهم يتحملون المسؤولية. لقد نسي رئيس الوزراء أنه المسؤول أيضاً".

والجمعة الماضي، قال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، إن نتنياهو "يعمل بنشاط على بناء قضيته ضد الجيش".

ونقل الموقع عن مصادر قريبة من رئيس الوزراء قوله إن "زوجته سارة، طلبت منه جمع كل الاتصالات العامة والمحاضر السرية من اجتماعات مجلس الوزراء الأمني والمناقشات حول قضايا الدفاع".

وأضاف: "طلبت (سارة) منه أيضاً أن يجمع كل الاقتباسات، من كبار مسؤولي الدفاع السابقين والحاليين، التي تعكس تقييمات استخباراتية خاطئة، فيما يتعلق بقدرات حماس ونواياها".

ولفتت "هآرتس" إلى أنه "منذ بدء الحرب، التقى نتنياهو، برؤساء وسائل الإعلام المختلفة في إسرائيل للمرة الأولى منذ سنوات عديدة".

"لا يمكن أن يفلت أحد من المسؤولية"
ونقلت عن وزير من حزب "الليكود" لم تسمه قوله إن "أي شخص يعتقد أنه يمكن أن يفلت من تحمل المسؤولية الجسيمة عن أسوأ فشل منذ تأسيس الدولة، يرتكب خطأ فادحاً".

وفي إشارة إلى احتمال حل الحكومة الحالية بعد انتهاء الحرب، قال الوزير: "لقد حُدد مصير هذه الحكومة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، كما حُسم مصير الليكود أيضاً في ذلك السبت الأسود (7 أكتوبر/تشرين الأول)، الأمور لن تستمر كما كانت من قبل".

وأردف "من يسعون إلى التنصل من مسؤوليتهم، لا يؤدون إلا إلى تفاقم وضعهم؛ فالجمهور الإسرائيلي يحمل غضباً".

ولم يصدر رد رسمي من نتنياهو، فيما نفى مقربون منه صحة الاتهامات له بمحاولة التنصل من المسؤولية، وقالوا إنه "منذ بدء الحرب، كان رئيس الوزراء وفريقه مشغولين بشيء واحد فقط، هو قيادة الحرب حتى تحقيق النصر"، على حد تعبيرهم.

"نتنياهو لن يعتذر"
فيما نقلت صحيفة Financial Times البريطانية عن مصدر مطلع "أظن أن نتنياهو يتصور أنه إذا قال "أنا مسؤول"، فسيترجم كلامه إلى "أنا مذنب".

وأوضحت الصحيفة أن القادة العسكريين والأمنيين الإسرائيليين أقروا بتحمُّل المسؤولية عن مقتل أكثر من 1400 شخص في عملية طوفان الاقصى، إلا أن نتنياهو لم يعلن تحمُّله أي مسؤولية ولم يعتذر عن هذه المأساة، وهو تصرف حيّر الغرباء لكنه لم يثِر دهشة الإسرائيليين المعتادين على قيادته.

إلى ذلك قال جورج بيرنباوم، كبير موظفي نتنياهو سابقاً: "لا أحد في إسرائيل يتحمل مسؤولية كبيرة مثل ضمان ألا يتكرر ذلك مرة أخرى، وهذا يبدأ بالقضاء على حماس. ولا أعتقد أنه من مصلحة إسرائيل أن تتحدث عن المحاسبة والاعتذارات والتفسيرات الآن، ولكن الوقت سيأتي لذلك".

بينما يتوقع معظم المحللين أن يلقي نتنياهو اللوم على قادته الأمنيين. وقال شخص مطلع  إن التوقعات السائدة داخل الجيش أن الكثير من كبار الضباط سيقدمون استقالاتهم، ولكن بعد انتهاء الحرب.

لكن قرابة نصف سكان البلاد اعتبروا حكومته المسؤول الأكبر عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة Agam Research الأسبوع الماضي.

وبعد عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها "حماس" وفصائل فلسطينية في غزة، اعتبر محللون إسرائيليون أن عدم قدرة أجهزة الأمن الإسرائيلية على التنبؤ بالهجوم يمثل "فشلاً كارثياً ستكون له انعكاساته السياسية".

ولليوم السادس عشر على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت 4651 فلسطينياً، بينهم 1873 طفلاً و1023 سيدة، وأصابت 14245، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.

فيما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.