الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

روايه الضحية والقنديل

فجأة لم أعد طفلةً، و تخليت عن العابيَ المحشوةٍ بقهقهاتٍ الصغار و عن صبوةٍ الطفولة الشفافةو عن هرجي و مرجي و مزاحي مع أبناءٍ الجيران، و استوجب علي أن أتصرفَ كفتاةٕ بدأت أنوثُتها تنضجُ في سلال الوقت، و صارت دانيةً، فقد تغيرت ملامحي، وصوتيَ المشغولُ من رنات الطفولة ونوتاتِها الرقيقة اضحى له صوتُ طائرٍ يغادر عشَه للمرةِ الاولى ، و لم يعد فستاني الأحمرُ القصير  يناسب نضجي. فاعتذر وسكن خزانتي الملاى باثوابٍ زاهية  ,وتبدل عطري الطفولي بروائحِ الزهور البرية .. كم كنت أشتهي لحظةَ تدلي ثماري، و تفتحَ نواوير أنوثتي، كم كنت أشتهي أن أرتدي حمالةَ الصدرِ المطرزة، و كم كنت متلهفة لليوم  الذي تباهي بي أمي بين نساءِ الحي، و أنا أرٔفلُ في حرير الأنوثة  الناصع. لم أتوقع للحظةٍ أن ما كنت أنتظره عائدً علي أنا و أمي بالوبال.

الضحية والقنديل في...

مكتبة كاعين- صور
دار البيان العربي- بيروت
مكتبة كَلَمُنْ- جبيل