فجأة لم أعد طفلةً، و تخليت عن العابيَ المحشوةٍ بقهقهاتٍ الصغار و عن صبوةٍ الطفولة الشفافةو عن هرجي و مرجي و مزاحي مع أبناءٍ الجيران، و استوجب علي أن أتصرفَ كفتاةٕ بدأت أنوثُتها تنضجُ في سلال الوقت، و صارت دانيةً، فقد تغيرت ملامحي، وصوتيَ المشغولُ من رنات الطفولة ونوتاتِها الرقيقة اضحى له صوتُ طائرٍ يغادر عشَه للمرةِ الاولى ، و لم يعد فستاني الأحمرُ القصير يناسب نضجي. فاعتذر وسكن خزانتي الملاى باثوابٍ زاهية ,وتبدل عطري الطفولي بروائحِ الزهور البرية .. كم كنت أشتهي لحظةَ تدلي ثماري، و تفتحَ نواوير أنوثتي، كم كنت أشتهي أن أرتدي حمالةَ الصدرِ المطرزة، و كم كنت متلهفة لليوم الذي تباهي بي أمي بين نساءِ الحي، و أنا أرٔفلُ في حرير الأنوثة الناصع. لم أتوقع للحظةٍ أن ما كنت أنتظره عائدً علي أنا و أمي بالوبال.
الضحية والقنديل في...
مكتبة كاعين- صور
دار البيان العربي- بيروت
مكتبة كَلَمُنْ- جبيل