رمضان في ظل كورونا والازمة الاقتصادية على اللاجئين في لبنان
نجيا دهشة – النهار الإخبارية
كورونا وغلاء، عناوين المأساة التي يشهدها اللاجئين الفلسطينيين والسوريين داخل مخيمات لبنان مع قدوم شهر رمضان لتجعل حياتهم اكثر صعوبة، وأدت إلى تدهور في أوضاعهم المعيشية والنفسية، وأثقلت كاهلهم، لا سيما بعد أن فقد معظم أهالي المخيم مصدر دخلهم وقوت يومهم.
اللاجىء عبدالله العريض يقول لوكالة النهار الإخبارية ان "تأثر أهالي المخيم كثيرًا في فترة جائحة فيروس كورونا، خاصة أن عدد عمال المياومة كبير جدًا مقارنة بالموظفين، وجميعهم فقدوا مصدر دخلهم وقوت يومهم"، واضاف " اذا اشتغلت بتأكل واذا ما اشتغلت راح تنام جوعان".
بينما قالت الحاجة فاطمة موسى بحزن شديد " "هنا في المخيم لا يلتزم الناس بشكل صارم بإجراءات الوقاية من كورونا وهناك ازدحام شديد في الشوارع خاصة مع اقتراب شهر رمضان".
بينما وضحت السيدة لمياء عبدالرحمن صاحبة محل بقالة في السوق سبب الازدحام وقالت " هناك ازدحام في السوق لكنه دون جدوى، بوجود كورونا تراجعت القدرة الشرائية، والان في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية تكاد القدرة الشرائية تنعدم".
وفي أزقة المخيم ضيقة جدا، ويقول السكان بسخرية: "لا يمكن أن يمر عبرها نعش"، وأينما يمشى المرء سيرى كابلات الهاتف والكهرباء غير المؤمنة تتدلى من فوق رأسه، كما أن الكثير من البيوت آيلة للسقوط. وبالنسبة للوقاية من عدوى فيروس كورنا "لا يمكن الحفاظ على التباعد بين الناس سواء في الشوارع أو البيوت" تقول ندى احمد، فأحيانا يتشارك سبعة أشخاص غرفتين ضيقتين.
الجزء الأكبر من الرعاية الطبية توفرها أونروا لسكان المخيم، وقد وصل عدد حالات الإصابة التي تم تسجيلها في المخيم إلى 670 حالة في شهري شباط وآذار الماضيين، حسب أرقام لجنة كورونا في المخيم، والتي تتكون من منظمات غير حكومية والهلال الأحمر الفلسطيني. لكن يعتقد أن الرقم الحقيقي للإصابات أكبر من ذلك بكثير، حيث لا تجرى اختبارات كافية.
اما بالنسبة للسوريين، تشير النتائج الرئيسة لتقويم جوانب الضعف لدى اللاجئين السوريين في لبنان لعام 2020، الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إلى أن نسبة الأُسر التي تعيش تحت خط الفقر المدقع وصلت إلى 89 في المئة عام 2020، بعد أن كانت 55 في المئة قبل عام واحد فقط.
وأظهرت بيانات الأمم المتحدة في لبنان أن معدلات الوفيات في صفوف اللاجئين، فلسطينيين وسوريين، جراء فيروس كورونا، بلغت ثلاثة وأربعة أضعاف على التوالي، مقارنة بالمواطنين اللبنانيين.
داخل المخيم هناك حاجة ماسة للمساعدات من أجل تأمين المواد الغذائية ومكافحة جائحة كورونا وخصوصا مع قدوم شهر رمضان.