الأربعاء 3 كانون الأول 2025

درع تل أبيب يحمي برلين: صفقة أمنية غير مسبوقة بين إسرائيل وألمانيا"

النهارالاخباريه وكالات 

تستعد شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية ووزارة الدفاع، الأربعاء، لتسليم ألمانيا أول منظومة تشغيلية من نظام الدفاع الصاروخي بعيد المدى "حيتس 3"، وذلك وفق الجدول الزمني الذي تم الاتفاق عليه قبل اندلاع الحرب، ومن دون أي تأخير مرتبط بها.
ولم تُكشف بعد تفاصيل ما سيتم تسليمه فعلياً، إلا أنه تأكد أن المنظومة تشمل راداراً وقاذفاً يختلف عن النسخة المستخدمة في إسرائيل.
في موازاة ذلك، يتواجد نحو 40 خبيرا ألمانيا في مقر الصناعات الجوية بإسرائيل، بهدف التدريب على تشغيل المنظومة وفهم خصائصها.
ورجّح مصدر أمني كبير في حديث لصحيفة "إسرائيل اليوم" أن تشهد الصفقة مراحل إضافية مستقبلاً، مؤكداً وجود دول أخرى مهتمة بالحصول على النظام.
وتم توقيع الصفقة بين إسرائيل وألمانيا في سبتمبر 2023، قبيل اندلاع الحرب مباشرة، وتبلغ قيمتها أكثر من 13 مليار شيكل (نحو 3.6 مليار دولار)، لتُعدّ أكبر صفقة أمنية في تاريخ إسرائيل.
ورغم أن الصناعات الجوية طُلب منها خلال الحرب تعزيز منظومات "حيتس" داخل إسرائيل بسبب تهديدات الحوثيين وإيران، فقد نجحت في الحفاظ على تزويد الجيش الإسرائيلي باحتياجاته، وفي الوقت نفسه الالتزام بموعد التسليم لألمانيا كما خُطط قبل عامين.
ويؤكد مسؤولون أن الصفقة مع ألمانيا سمحت لإسرائيل بتوسيع خطوط الإنتاج وزيادة البنية التحتية والمواد والقوى العاملة، بما خدم قدرات الدفاع الإسرائيلية خلال الحرب، وسيخدمها مستقبلاً أيضاً عبر تسريع إنتاج صواريخ الاعتراض.
غير أن تنفيذ الصفقة جاء رغم التوتر الذي أحدثه قرار المستشار الألماني فريدريخ ميرتس في أغسطس الماضي بفرض حظر على تزويد إسرائيل بأنظمة قد تُستخدم في الحرب، وهو الحظر الذي أدى إلى وقف توريد محركات دبابات "ميركافا" وتسبب بتعطيل عدد كبير من الدبابات.
ومع ذلك، لم تهدد إسرائيل بوقف بيع منظومة "حيتس" أو أي أنظمة أخرى، قبل أن يتم رفع الحظر خلال الأيام الأخيرة.
وقال مصدر أمني كبير: "لم يكن يجب فرض الحظر على إسرائيل. الألمان يعرفون جيداً أين يكمن الحق، ولكنهم خضعوا لضغوط داخلية. أنا سعيد بأن الحظر رُفع، وآمل ألا يتكرر ذلك."