الإثنين 23 أيلول 2024

حبوب إهراءات مرفأ بيروت الي ماذا ستتحول

 
النهار الاخباريه- بيروت 
تعتزم شركة فرنسية خاصة إعادة تدوير أطنان من الحبوب المتروكة في إهراءات مرفأ بيروت منذ انفجار 4 أغسطس (آب)، الذي تسبّب بتصدّع أجزاء من الصوامع، بهدف تحويلها إلى سماد زراعي، وفق ما أعلن مسؤول في المؤسسة الثلاثاء.
بعد حصولها على تمويل من الحكومة الفرنسية بقيمة 1.3 مليون يورو (نحو 1.53 مليون دولار)، تبدأ شركة "ريسيغروب" عملية إعادة التدوير خلال أسبوع بالتعاون مع شركة "مونديس" اللبنانية، في وقت ما زالت السلطات اللبنانية عاجزة عن التعامل مع مخلّفات الانفجار وتداعياته داخل المرفأ وخارجه.
حياة ثانية
وقال المؤسس المشارك للشركة الفرنسية، كريستوف دوبوف،  في مؤتمر صحافي من المرفأ، "نتوقع أن نجد كمية حبوب تتراوح بين 20 ألفًا و30 ألف طن، ونعتقد أن بإمكاننا معالجتها في خلال ثلاثة إلى أربعة أشهر".
قبل نحو عام، تسبّب انفجار داخل مرفأ بيروت عزته السلطات إلى تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في أحد العنابر من دون إجراءات وقاية، بمقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح. كما أدى إلى دمار أحياء عدّة في العاصمة وألحق أضراراً بالغة بإهراءات القمح التي يبلغ ارتفاعها 48 متراً بسعة تخزين تتجاوز 100 ألف طن.
وبحسب المسؤول الفرنسي، فإن نصف كمية الحبوب الموجودة، التي اختلطت مع الركام والمعادن، ستخضع لعملية فرز عبر غربال صناعي وُضع قرب الإهراءات، في عملية تهدف إلى إيجاد "حياة ثانية" لها.
وتعتزم الشركة، وفق دوبوف، تحويل الحبوب إلى "سماد يمكن استخدامه مجدداً في الزراعة"، كتربة، أو تستخدم كأرضية يمكن السير عليها في الحدائق، أو كمواد عازلة.
ساحة حرب
ما زالت باحات المرفأ القريبة من موقع الانفجار أشبه بساحة حرب، بينما تنبعث روائح كريهة من الصوامع المتصدعة، إذ تتداخل أكوام الحبوب الظاهرة للعيان مع الأنقاض. وقرب الرصيف رقم تسعة، يمكن رؤية سفينتين غارقتين جراء الانفجار المروّع.
يواجه لبنان انهياراً اقتصادياً رجّح البنك الدولي أن يكون من بين أشدّ ثلاث أزمات في العالم منذ عام 1850. ولم تتمكن القوى السياسية المتناحرة من تشكيل حكومة منذ 11 شهراً، يشترط المجتمع الدولي قيامها بإصلاحات جذرية ليقدّم دعماً مالياً للبلاد.
وعلى الرغم من إعلان لبنان سابقاً عن توجه لهدم الإهراءات الآيلة للسقوط، وتحذير تقرير نشرته شركة سويسرية في أبريل (نيسان) الماضي من أن الصوامع "تميل بمعدل 2 ملم في اليوم"، لم تُتخذ أي خطوة عملية بعد.
وأعلن ريستر  وزير شؤةن التجاره الفرنسي أن المرفأ استفاد من هبات بقيمة أربعة ملايين يورو قدمتها بلاده، التي تقود ضغوطاً دولية على القادة السياسيين.
وغداة إعلان الاتحاد الأوروبي عن توجه لفرض عقوبات على مسؤولين سياسيين يعطلون تشكيل الحكومة بحلول نهاية الشهر الحالي، تحدث ريستر عن "تجميد أصول" وستكون بمثابة "جرس إنذار بأنه لا يمكن الاستمرار على هذا النحو في لبنان".