النهار الاخبارية - وكالات
قالت هيئة التحقيق الخاصة لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب بمصرف لبنان (المركزي)، في بيان، الإثنين 14 أغسطس/آب 2023، إنها قررت تجميد الحسابات المصرفية لحاكم المصرف السابق رياض سلامة وشركاء له ورفع السرية عنها.
وتضمن تجميد الحسابات العائدة بصورة مباشرة أو غير مباشرة لسلامة وشقيقه رجا ونجله ندي ومساعدته ماريان الحويك، بشكل نهائي لدى جميع المصارف والمؤسسات المالية العاملة في لبنان، ورفع السرية المصرفية عنها.
والجمعة، حثّ تدقيق في حسابات مصرف لبنان على اتخاذ خطوات لتخفيف المخاطر المالية الناتجة عن "سوء السلوك"، مشيراً إلى أن حاكم المصرف السابق كان يتمتع بسلطة "بلا حدود" بينما انتهج سياسات هندسة مالية مكلفة، بحسب ما نقلته رويترز.
وخلص التدقيق الذي أجرته شركة "ألفاريز آند مارسال"، إلى أنه تم دفع "عمولات غير قانونية" قيمتها 111 مليون دولار من حساب بالبنك المركزي بين 2015 و2020، موضحاً أن هذا فيما يبدو، استمرار لخطة كانت سبباً في بدء التحقيقات مع الحاكم السابق للمصرف رياض سلامة في الداخل والخارج.
ودافع سلامة، الذي ترك منصبه في الشهر الماضي، عن السياسات في تصريحات مكتوبة إلى رويترز. وقال المكتب الإعلامي للبنك المركزي لـ"رويترز"، إن "الأطراف المعنية لم تعد في البنك الآن". وامتنع فارس الجميل، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، عن الرد على طلب للتعقيب، قائلاً إن التقرير "سري".
عقوبات أمريكية على سلامة
والخميس، أفاد إشعار نُشر على موقع وزارة الخزانة الأمريكية على الإنترنت بأن الولايات المتحدة أصدرت عقوبات متعلقة بلبنان تستهدف الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة وآخرين.
وقالت الوزارة في بيان، إنّ "أنشطة سلامة الفاسدة وغير القانونية ساهمت في انهيار دولة القانون في لبنان"، مشيرة إلى أنّها فرضت هذه العقوبات بالتنسيق مع كلّ من بريطانيا وكندا.
إساءة استغلال المنصب
وأضافت أن سلامة أساء استغلال منصبه، في انتهاك للقانون اللبناني على الأرجح، لإثراء نفسه وشركائه عبر تحويل مئات الملايين من الدولارات عبر عدة شركات وهمية للاستثمار في العقارات الأوروبية.
كما أضافت أن العقوبات تشمل أربعة شركاء مقربين من سلامة، من ضمنهم أفراد من عائلته، من بينهم شقيقه رجا ونجله نادي، ومساعدته الرئيسية ماريان حويك والذين ساعدوا في التستر عليه وتسهيل هذه الأنشطة الفاسدة.
بريطانيا وكندا أيضاً
كما أدرجت الحكومة البريطانية، الحاكمَ السابق لمصرف لبنان المركزي رياض سلامة في نظام عقوباتها العالمي لمكافحة الفساد.
بالمثل، أعلنت كندا فرض عقوبات على لبنانيين بينهم حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة.
يشار إلى أن الحاكم الذي شغل المنصب فترة طويلة وانتهت ولايته بنهاية يوليو/تموز الماضي، يواجه اتهامات في لبنان وفرنسا وألمانيا باختلاس مبالغ كبيرة من الأموال العامة في لبنان، وقال سلامة إن محاميه قدموا اعتراضات قضائية في كل من فرنسا وألمانيا.
وينفي سلامة، الذي غادر منصبه بنهاية ولايته الأخيرة في 31 يوليو/تموز، الاتهامات الموجهة إليه باستغلال سلطاته لاختلاس المال العام في لبنان.