النهار الاخباريه بيروت
قال ثلاثة مصادر سياسيهر لبنانيه للنهار الاخباريه إن بيروت تستعد لتقديم "حل وسط" للمبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، من أجل إزالة الخلاف مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن موارد الغاز البحري المتنازع عليه.
وكانت الحكومة اللبنانية اعترضت على وصول سفينة تنقيب إلى حقل غاز قبالة الساحل لتطوير منصة تنقيب تعرف باسم "كاريش"، تقول تل أبيب إنها تقع ضمن حدودها.
ويرفض لبنان محاولة إسرائيل بدء التنقيب عن الغاز في حقل كاريش قبل اختتام المحادثات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين الطرفين، بينما تصر إسرائيل على أن الحقل يقع داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة
وبحسب المصادر اللبنانيه المسؤوله، فإن الحكومة تخطط للتخلي عن المطالبة بما يعرف بالخط 29 من الحدود المائية بين الجانبين، ويشمل حقل كاريش.
وفشلت المحادثات العام الماضي دون التوصل إلى حل، بينما وسعت بيروت المساحة التي تطالب بها بنحو 1400 كيلومتر مربع في المنطقة المتنازع عليها من الحدود المعروفة باسم "الخط 23" جنوباً إلى "الخط 29".
وتعتبر الولايات المتحدة أن الخط 29 "لن يقود إلى حل"، وفقاً للمصادر.
يُشار إلى أن المبعوث الأمريكي هوكشتاين وصل إلى لبنان، بعد دعوة تلقاها من الحكومة اللبنانية، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس ميشال عون، الثلاثاء، وسيقترح "الخط 23، إضافة إلى المزيد قليلاً".
وحدد أحد المسؤولين أن موقف عون سيكون المطالبة بالخط 23، إضافة إلى الـ300 كيلومتر مربع التي تشمل حقل قانا، لكن ليس "كاريش".
كان هوكشتاين اقترح مسبقاً مبادلة ميدانية من شأنها إنشاء حدود على شكل حرف إس بدلاً من خط مستقيم، لكن لبنان لم يوافق رسمياً على الاقتراح،
من جانب آخر، قال اثنان من المسؤولين إن عون سيطالب باستئناف المحادثات غير المباشرة في أسرع وقت ممكن، وبأن توقف إسرائيل جميع الأعمال في "كاريش" إلى حين انتهاء المفاوضات.
وقال النائب مارك ضو، الذي زار عون، الإثنين، ضمن مجموعة من البرلمانيين المستقلين، إن الرئيس أبلغ النواب أنه "لا يمكنه الإصرار على الخط 29" كنقطة انطلاق.
وأضاف ضو "أبلغنا الرئيس عون أن لبنان ليست لديه الأسس الفنية لبناء قضية للخط 29، لأن الحكومات السابقة فشلت في تقديم وثائق رسمية للحفاظ على هذا الموقف".
وقال آلان عون، النائب عن التيار الوطني الحر الذي أسسه الرئيس، إن لبنان سيقدم "عرضاً مضاداً" لاقتراح هوكشتاين لكنه لم يذكر تفاصيل.
والتقى هوكشتاين مع وزير الطاقة المؤقت وليد فياض ونائب رئيس البرلمان إلياس بو صعب، الإثنين، لكنه لم يدلِ بتصريحات علنية.
في السياق ذاته، أثارت تصريحات لرئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الأحد 12 يونيو/حزيران، جدلاً كبيراً بعد تهديده بضرب أهداف في لبنان "تشمل مقرات القيادة والقذائف الصاروخية".
ولفت كوخافي، خلال كلمة في المؤتمر الوطني للجبهة الداخلية، إلى أنهم حددوا بالفعل "آلاف الأهداف" التي سيتم تدميرها في لبنان، حال نشوب حرب بين الجانبين.
يُشار إلى أن الحدود بين فلسطين المحتلة التى تحتلها إسرائيل مع لبنان تشهد توتراً تصاعد في الآونة الأخيرة، بشأن أزمة التنقيب عن الغاز في حقل "كاريش" الذي يقع ضمن مياه متنازع عليها بين الجانبين.
وحذّر لبنان إسرائيل من بدء التنقيب في حقل كاريش، وأضاف الرئيس ميشال عون أنَّ مفاوضات الحدود البحرية لم تنتهِ، وأن أي تحرك من جانب إسرائيل سيعتبر "عملاً استفزازياً وعدائياً".
واتهم عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، إسرائيل، بانتهاك سيادة لبنان على مياهه الإقليمية، بعد أن دخلت الحفارة المنطقة الحدودية المتنازع عليها.
منذ عام 2000، كانت هناك مفاوضات متقطعة بوساطة أمريكية حول المنطقة، لكن إسرائيل تصرّ على أنَّ موقع الحفارة ليس في المنطقة المتنازع عليها، رغم معارضة لبنان.
ويعترض لبنان على محاولات التنقيب الإسرائيلية في المياه المتنازع عليها بين الجانبين، واحتج دولياً مؤخراً من أجل منع إسرائيل من بدء التنقيب.