الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

بوادر خلافات داخل حكومة الاحتلال لهذا السبب


النهار الاخبارية - وكالات 

رغم الانسجام الأيديولوجي بين مكونات الائتلاف الحكومي الفاشي، لكن الآونة الأخيرة شهدت ظهور خلافات داخلية بين أعضائها، سواء بسبب مشاركة وزراء وأعضاء الكنيست في مسيرة المستوطنين قرب نابلس، أو قرار رئيس الحكومة بحظر اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، وفي الحالتين عبر شركاء أساسيون في الائتلاف عن اعتراضهم على رئيس الوزراء ووزير حربه.

دانييلا فايس مراسلة موقع "زمن إسرائيل" ذكرت أن "المسيرة التي نظمها المستوطنون باتجاه البؤرة الاستيطانية أفيتار قرب نابلس، بمشاركة آلاف المستوطنين وأنصارهم للمطالبة بإعادة بناء المستوطنة بعد إخلائها قبل عامين، شارك فيها سبعة وزراء، بجانب عدد كبير من أعضاء الكنيست من اليمين، وتأمين الحدث من قبل قوات كبيرة جدا من جيش الاحتلال وحرس الحدود والشرطة".

وأضافت أن "الوزير بوزارة الحرب بيتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قادا المظاهرة بمشاركة الوزراء أوريت ستروك واسحق واسرلاف وعميخاي الياهو وماي غولان، لكن المظاهرات شكلت معركة دراماتيكية على مستقبل المستوطنة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت وعدد من وزراء الليكود، وبين جميع الوزراء اليمينيين الآخرين في هذه الحكومة، فيما يعارض الجيش الإسرائيلي منذ سنوات هذه المستوطنة، التي أقيمت كموقع استيطاني في نيسان/ أبريل 2013".
وأشارت إلى أن "المستوطنين ووزراءهم يعتقدون أن غالانت شريك سلفه بيني غانتس الذي أعلن معارضته للمستوطنة، ويعمل ضدهم بالتعاون مع العناصر اليسارية، ويعتبرون غالانت كيانا غريبا، باعتباره ليس ملكنا، فكيف يمكن أن يطردنا من أي مكان دون أن يتحقق، ويقوم بالتمييز ضد اليهود، حتى أن رئيس المجلس الإقليمي يوسي داغان وعضو الكنيست تسفي سوكوت من الصهيونية الدينية أنفقوا 700 ألف شيكل لتنظيم المظاهرة، أما غالانت فليس مستعدًا لذلك، خاصة خلال شهر رمضان الحساس، والوضع المتفجر في الميدان".

ونقلت عن "أوساط المستوطنين أن هذا هو اختبار الحكومة الجديدة، وقريباً سنعرف ما إذا كانت مستعدة لإنشاء مستوطنات جديدة، أم ستتخلى عن المنطقة، في ضوء أن نتنياهو وحكومته يخافون من الرئيس جو بايدن، ويخشون من تهديداته باختلاق المزيد من الأعذار".

في سياق متصل، ذكر أمير إيتنغر مراسل صحيفة إسرائيل اليوم أن "بن غفير أعلن معارضته لقرار نتنياهو بإغلاق المسجد الأقصى أمام المستوطنين خشية انفجار الأوضاع، وقد سلّمه رسالة أعرب فيها عن غضبه من قرار إغلاق الأقصى أمام اليهود في سابع أيام عيد الفصح، وذكر فيها أنه كان من الخطأ إغلاقه، وقد استند لمعلومات غير صحيحة من القوى الأمنية، ولذلك كان يجب التحقق من المزيد من مصادر المعلومات".

وأضاف أن "نتنياهو قرر منع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى من اليوم وحتى نهاية شهر رمضان، وهذا مخالف لموقف بن غفير، في حين قال مكتب رئيس الوزراء إن القرار اتخذ بالإجماع، وامتنع عن التوضيح في إعلانه أن بن غفير معارض بشدة لهذه الخطوة، فيما أصدر رئيس مجلس الوزراء تعليماته باستثمار جميع القوات العملياتية اللازمة لتأمين المستوطنين إلى حائط البراق".

كان لافتا أن تصدر هذه الخلافات بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية في وقت مبكر لم يزد عن ثلاثة أشهر، لكن ما سبّبه شركاء نتنياهو له من مشاكل داخلية وخارجية، ربما دفعت بخروج هذه التباينات إلى حيز العلن، ولا يعرف بعد ما إذا كانت ستزداد هذه الخلافات في ضوء تفاقم الضغوط الخارجية، وانفجار الوضع الأمني الداخلي مع الفلسطينيين، فضلا عن استئناف الانقلاب القضائي الداخلي.