الثلاثاء 16 كانون الأول 2025

برلين على خط النار الدبلوماسي: دونباس والضمانات الأمنية تعرقلان مسار السلام الأوكراني

النهارالاخباريه –برلين  احمد عثمان
تواصل العاصمة الألمانية برلين، لليوم الثاني على التوالي، استضافة محادثات مكثفة تجمع وفدين أميركياً وأوكرانياً، إلى جانب ممثلين عن عدد من الدول الأوروبية الحليفة لكييف، في محاولة لدفع مسار تسوية سياسية تنهي الحرب المستمرة في أوكرانيا.
وعلى الرغم من وصف المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف للمباحثات التي عُقدت الأحد بأنها «إيجابية»، إلا أن الخلافات الجوهرية لا تزال قائمة، وفي مقدمتها مستقبل إقليم دونباس والضمانات الأمنية المطلوبة لمنع أي تصعيد روسي محتمل بعد التوصل إلى اتفاق سلام.
وفي تطور لافت، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداد بلاده للتخلي عن طموح الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مقابل الحصول على ضمانات أمنية أميركية وأوروبية ملزمة، على أن تحظى بمصادقة الكونغرس الأميركي. غير أن هذا التنازل لم يكن كافياً لتقليص فجوة الخلاف، خصوصاً مع إصرار واشنطن على إدراج بند يقضي بتنازل كييف عن أجزاء من إقليم دونباس.

وتؤكد أوكرانيا رفضها سحب قواتها من المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها في شرق البلاد، معتبرة أن أي تنازل عن الأراضي مسألة شديدة الحساسية ولا يمكن حسمها إلا عبر استفتاء شعبي، وفق ما ينص عليه الدستور الأوكراني.
في المقابل، يضغط الحلفاء الأوروبيون للحصول على توضيحات أميركية حول طبيعة الرد المحتمل في حال خرق روسيا لأي اتفاق سلام، في وقت ناقشت فيه لندن وباريس خططاً أولية لتقديم دعم عسكري وأمني إضافي، بما في ذلك إمكانية نشر قوة طمأنة داخل الأراضي الأوكرانية.
أما موسكو، فجدّدت موقفها الرافض لأي تسوية لا تعترف بسيطرتها على دونباس، مؤكدة أن عودة القرم إلى أوكرانيا أو انضمام كييف إلى الناتو «أمر مستحيل». كما لوّحت برفض أي ترتيبات تتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح في دونيتسك.
ومع استمرار تمسك الأطراف بمواقفها، تبدو محادثات برلين اختباراً صعباً لمدى قدرة الدبلوماسية الدولية على كسر الجمود، في ظل صراع باتت فيه الأرض والضمانات الأمنية خطوطاً حمراء لا تقبل المساومة بسهولة.