الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

المخدرات تغزو طلاب الجامعات و تلاميذ المدارس و الثانويات و المجتماعات


ان المخدرات آفة خطيرة تصيب المجتمع وتعمل على تدميره من خلال شبابه، حيث باتت تنتشر في الآونة الأخيرة بنسب مرتفعة بين الشباب و خاصة الإناث  وبمختلف الفئات العمرية . كما بتنا نلاحظ إرتفاع في نسبة تعاطي  المخدرات في الوسط التربوي والجامعي، حيث باتت تطرق وبجدية ابواب المدارس والجامعات  من جميع الأعمار و هناك ما يقرب ٦٠٪ من تلاميذ المدارس الذين يتراوح أعمارهم من ١٢ إلى ١٨ سنة  مستعدين لتجربة المخدرات إذا وجدت أو عرضت عليهم  ، 
إن لهذا الانتشار المخيف  مخاطر عديدة على الشباب والمجتمع، فهي تدمر أجسادهم وعقولهم وتدفعهم إلى ممارسات منافية للأخلاق والمعايير وتوصل بهم إلى الإنهيار الأخلاقي والنفسي والجسدي وحتى إلى الموت أحيانا...
وما يزيد الأمر تعقيدا هو غياب الأهل عن دورهم الأساسي في رقابة الأولاد الذي يشعرنا أن كل منهم يعيش في عالم خاص به، لا يوجد أي صلة وصل بينهم، ويسيطر الفشل على التنشئة الأسرية، أضف إلى ذلك غياب الوازع الاخلاقي والديني، الذي من شأنه أن يزيد من نسبة انحراف الاولاد وانغماسهم في ملزات ومخاطر الحياة...
لا يخفى علينا أن الدولة بالرغم من إنهيار الجزء الأكبر من مكوناتها جراء مايصيبها من أزمات متتالية على كافة الأصعدة، إلا أن الأجهزة الامنية لا زالت تقوم بواجبها على  الرغم من  إمكانياتها الضعيفة والمحدودة. ولكن تبقى التدخلات الخارجية والنفوذ الممارس هي المسيطرة وتلعب دورا كبيرا في حماية البعض من تجار و مروجي  المخدرات وإمدادهم بالغطاء اللازم، بينما نجد في المقابل أن السجون مكتظة  وأغلبهم من دون محاكمات وأوضاعهم جدا مزرية، يعانون الأمراض والإنهيار النفسي، مايزيد من تدميرهم نفسيا وجسديا....
لقد باتت المخدرات من أكبر المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والإجتماعية والإقتصادية والأمنية، حيث أنها تهدد المجتمع بمختلف طبقاته وكافة الفئات العمرية، وأصبحت آفة لا بد من محاربتها والقضاء عليها لضمان استقرار المجتمع وسلامة أبنائه وأمنه وأمانه...