أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، "ضرورة إعتماد الحياد في النزاعات الإقليمية لإنقاذ لبنان من المزيد من الفوضى"، لافتاً إلى أن "لبنان كان في ما مضى سويسرا الشرق الأوسط ولكنه اليوم هو جهنم، كما قال رئيس الجمهورية ذات مرة. هذا ليس شيئًا يمكننا أن نفخر به. لهذا السبب نأسف بشدة".
ولفت الراعي، في موضوع الحكومة، المطلوب من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن يمضوا قدماً. ومن المؤسف أن المسؤولين عن الشأن العام في لبنان لا يقومون بواجباتهم كما ينبغي، أي خدمة الخير العام، وهذا لا نجده اليوم متوفراً، ولا يوجد عمل سياسي إلا من أجل الخير العام الذي منه خير كل اللبنانيين."
كما أكد أنه من الممكن أن يلتقي مع الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله، "لكن ليس بمقدورنا حل مشكلة السلاح، فهذا موضوع أكبر من لبنان ويقتضي حله على المستوى الدولي"، موضحاً أنه "في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان، طُرحت قضية الاستراتيجية الدفاعية المشتركة بمعني أن لا يبقى "حزب الله" متفرداً باستعمال السلاح ساعة يشاء وأينما كان، ويقرر الحرب والسلم مع اسرائيل وفي سوريا واليمن والعراق بمعزل عن الحكومة والبرلمان، ولكن هذه الاستراتيجية لم تحصل".
وافاد بأن "رئيس الجمهورية ميشال عون وضع في النقاط الأولى من خطاب القسم الاستراتيجية الدفاعية المشتركة، ولكن لم يتم البحث فيها هو بلغ نهاية عهده". وأكد أنه التقى نصرالله مرة، "ولكن نحن لا نتحدث عن أمور تتعلق بالسلاح لأن هذا يتعدانا، وحين التقينا تحدثنا عن امور أخرى".
أكد الراعي أنه لم يسمع بعد "موقفاً صريحاً وواضحاً من "حزب الله" في موضوع الحياد، وفي حال أعلن رفضه سأسأل الحزب "هل أنت ضد سيادة لبنان على أرضه والا تريد أن يلعب لبنان دوره؟" وتابع، "أنا أنتظر وأدعوهم إلى لقاء في بكركي للتحدث عن الحياد بكل أبعاده، لأن الحياد مصلحة الجميع".
وقال: "طلبنا من الولايات المتحدة أن لا يكون لبنان ورقة مساومة بين اميركا وايران عندما يتحدثون عن القضايا النووية، وموضوع سلاح "حزب الله" يُبحث أيضاً مع ايران لأنه "النبع" و"حزب الله" هو قوّة عسكرية ايرانية في لبنان"، متسائلاً "لماذا يقاتلون إسرائيل من لبنان، إذا كنت تريد محاربة إسرائيل، فلماذا تريد استخدام الأراضي اللبنانية؟"
وجدد المطالبة بمؤتمر دولي، مذكراً بـ "القرارات الدولية الصادرة والتي تتعلق بموضوع السلاح وكل الميليشيات على الأرض اللبنانية وبقضية بسط سيطرة الدولة على أراضيها، وهما القراران 1559 و1701"، مؤكداً أن "هناك مشكلة في لبنان والبلاد لا تستطيع أن تسير الى الامام، والمريض الذي إسمه لبنان بحاجة إلى علاج، والعلاج هو مؤتمر دولي خاص بلبنان بنقاط نحن ندرسها".
وشدد على أن "رئيس الجمهورية هو مسؤول عن البلاد ورئيس الحكومة المكلف مسؤول عن إنشاء الحكومة"، متوجهاً إليهما قائلاً "أنتما محكومان بواجب الضمير الوطني بالجلوس معاً وتأليف حكومة اليوم قبل الغد، لأن البلاد آخذة بالإنهيار والموت اقتصادياً ومالياً ونقدياً وجوعاً". وشدد على أن "نصف الشعب فقير وجائع ولا تستطيع السلطة ان تتفرّج".
ودعا الراعي الثورة إلى "تنظيم صفوفها ووضع خطط وعدم طرح أمور لن تتحقق"، مؤيداً "العودة إلى الشارع، لكن من خلال مظاهرات لا عبر قطع الطرقات واحراق الدواليب".
وشدد على أن "الجماعة السياسية أخطأت في لبنان"، معتبراً "من قاموا بالحروب في لبنان هم الحاكمون، وهذا الأمر غير موجود في أي بلد في العالم".
وطالب الولايات المتحدة الأميركية بـ "دعم لبنان بقضية المؤتمر الدولي، ومساعدتنا على الحياد ومواصلة دعم الجيش اللبناني وإدخال مساعدات انسانية للبنان، ثم المساهمة بإسراع ترسيم الحدود بيننا وبين إسرائيل ليتمكن لبنان من الاستفادة من النفط والغاز. هذه الأمور نطلبها بواسطة السفيرة والمسؤولين الذين أتوا، ونحن نعتبر أميركا صديقة، لذلك نلتمس منها ان تكون أكثر فاعلية على الأرض اللبنانية، وألا يكون لبنان ضحية بالمحادثات مع إيران، بل أن تكون هذه مناسبة لإنقاذ لبنان من الواقع المر الذي هو فيه".