وكالة النهار الإخبارية/ عبد معروف
شكل الاعلان الإسرائيلي بتصعيد العمليات العسكرية في لبنان، بالتزامن مع استمرار الغارات الجوية مستهدفة الأراضي اللبنانية، بعد أشهر طويلة من قرار وقف اطلاق النار، استفزازا جديدا ومتطورا للجانب اللبناني، ما دفع رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى اتخاذ قرار كان بدوره متطورا يطلب من الجيش التصدي لأي توغل إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية.
ففي تطور كان لافتا في سياق السياسة العدوانية الاسرائيلية المستمرة والمتصاعدة في فلسطين ولبنان ودول المنطقة، قررت الحكومة الاسرائيلية بعد جلسة "مشاورات" أجراها رئيسها بنيامين نتنياهو زيادة اعتداءاتها على لبنان، ووفقاً لما أورده الاعلام العبري، فإن الحكومة الاسرائيلية أبلغت واشنطن بقرارها.
الجانب اللبناني قابل هذا التطور ليس بالرفض والادانة فحسب، بل أيضا بالاعلان عن استعداد الجيش للتصدي لأي توغل للجيش الاسرائيلي، وتمثل ذلك في توجيهات رئيس الجمهورية الى قيادة الجيش للتصدي لأي توغل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية. وشدد الرئيس عون على لجنة "الميكانيزم" ألّا تكتفي بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على الجانب الاسرائيلي ودفع تل أبيب إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية.
ومنح رئيس الجمهورية الغطاء السياسي لقيادة الجيش للتحرك ميدانيا في للتصدي لاي "توغل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين".
من جهته، دعم الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان قرار رئيس الجمهورية، مشددا على وجوب تصدّي الجيش للتوغّل الإسرائيلي، عبر "استحضار كل عناوين الوحدة"، كما دعم الحكومة والجيش اللبناني" .
اضاف الرئيس سليمان:"ويتطلّب هذا الدعم، قبل أيّ شيء آخر الإعلان فورًا عن تسليم السلاح وحصره بيد القوى المسلّحة الرسمية على كامل الأراضي اللبنانية.
وذلك على قاعدة أنّ من يحمي الأرض والبيت ويدافع عنهما هو ربّ البيت وصاحب السيادة الوحيد على البيت والأرض".
قرار الرئيس عون بدعوة الجيش اللبناني للتصدي لأي توغل إسرائيلي أثار الجانب الأميركي الذي أعرب عن قلقه من تداعيات امر العمليات الجديد لقيادة الجيش اللبناني، الذي قد يؤدي الى مواجهة مباشرة بين عناصر وضباط الجيش المنتشرين قرب الحدود والقوات الاسرائيلية، و نصح الجانب الأمركي بطريقة اقرب الى «التحذير» بالذهاب بعيدا في تغيير «قواعد الاشتباك» لان التداعيات قد تكون خطرة، ويصعب السيطرة عليها اذا ما حصل اي «سوء تفاهم» ميداني.
= لماذا الاعلان الاسرائيلي بالتصعيد؟
يرى الجانب الاسرائيلي، (واستنادا لما أعلنه حزب الله) أن الحزب تمكن أو يسعى لاستعادة بنيته العسكرية، وبالتالي مازالت الحكومة الاسرائيلية تعيش هاجس طوفان الأقصى عندما اخترق مقاتلو حماس الدار الفاصل باتجاه غلاف غزة، أو أن يتمكن عناصر الحزب من مهاجمة أو اقتحام المواقع الاسرائيلية الخمسة التي مازال جيش الاحتلال في جنوب لبنان.
وبالتالي، فإن استمرار العدوان والتصعيد الاسرائيلي له أهداف محددة كما تريد تل أبيب:
أولا سحب سلاح حزب الله.
ثانيا فتح ثغرة في جدار الصراع لمفاوضات مباشرة بين بيروت وتل أبيب تؤدي إلى "السلام".
لبنان الرسمي لديه ما يكفي من الوعي الوطني ليكون على اطلاع ومعرفة لما تخطط له تل أبيب بقيادة بنيامين نتنياهو تجاه لبنان والمنطقة، لكنها وأمام هذا الادراك تجد نفسها تحت ضغوط خارجية ليس من السهل التفلت منها، لأن لبنان وهو يتعرض للعدوان الاسرائيلي، يعيش أيضا حالة اهتراء وانهيار مالي واقتصادي وانقسام داخلي وانغلاق طائفي يتحمل الجميع دون استثناء مسؤوليتها، دفعت رئيس الجمهورية للتوفيق بين شقي المعادلة: العدوان الاسرائيلي الذي لم يعد من السهل الصمت على تصعيده، والانهيار والاهتراء الداخلي الذي لا يمكن الخروج منه إلا بالدعم والمساعدات الخارجية(عربية وأجنبية).
فطلب الرئيس عون من الجيش اللبناني التصدي لأي توغل إسرائيلي، أولا للتأكيد على أن الجيش والدولة تؤدي مهمتها في الدفاع عن الوطن والمواطن والدولة لم تتخلى عن واجباتها، وثانيا لعدم منح شباب المقاومة من القيام بعمليات عسكرية ضد الجيش الاسرائيلي بعد أن وصل العدوان والتوغل الاسرائيلي إلى حد لم يعد يحتمله وطني، ويتردد الحديث أن حزب الله استعاد بنيته العسكرية ما يشير إلى احتمالات الصدام وتوسيع العمليات العسكرية.