النهار الاخباريه - وكالات
يعيش النازحون السوريون داخل الأراضي السورية، والذين يعيشون في مخيمات بشمالي البلاد بعد هروبهم من هجمات بشار الأسد وداعميه، وكذلك اللاجئون في لبنان، أوضاعاً مأساوية بسبب تساقط الثلوج الغزيرة، السبت، 4 فبراير/شباط 2023، حيث أدى تساقط الثلوج بكثافة إلى زيادة الصعوبات التي يواجهها النازحون الذي يعيشون في خيام رثة في فصل الشتاء.
ففي سوريا، تسببت الثلوج في إغلاق بعض الطرقات، فيما اكتست المدن والمخيمات حلة بيضاء. وأثرت الهطولات الثلجية سلباً على العديد من المخيمات، وانهارت عشرات الخيام. وفيما يستمتع الصغار باللعب فوق الثلوج يسعى الأهالي الذين تهدمت خيامهم إلى لملمة جراحهم.
الثلوج تتساقط بكثافة
في حديث للأناضول، قال حسن زيد، أحد سكان مخيم اعزاز، إنه يقطن مع أسرته في المخيم منذ 3 أعوام. وأوضح أن الثلوج تساقطت بكثافة في ساعات الليل، وأنهم لم يتمكنوا من النوم خشية انهيار الخيمة. وذكر أن الخيام في الليل تكون باردة جداً في مثل هذه الأوقات.
كما أشار إلى أنه بينما يفرح البعض عندما يهطل الثلج، فإنهم يعانون، سائلاً الله العون.
من جهته، قال أحمد وليد، الذي اضطر للنزوح من مدينة حلب قبل 7 أعوام، إنه يعيش في خيمة مع زوجته وطفليه، لافتاً إلى انهيار بعض الخيام بسبب الثلوج. وأفاد بأن الخيام غير متينة، وأنهم قاموا بإزالة الثلوج من فوق خيمتهم كي لا تنهار.
الصقيع الشديد جراء الثلوج يعصف باللاجئين السوريين في لبنان
أما في لبنان، فقد زادت العاصفة الثلجية التي تضرب البلاد منذ أيام معاناة اللاجئين السوريين في مخيمات بلدة عرسال (شرق) وسط غياب أدنى متطلبات العيش ومواجهة الصقيع، الذي يهدد حياة الأطفال والنساء وكبار السن.
حيث تضم مخيمات عرسال قرابة 80 ألف لاجئ سوري، إضافة إلى قرابة 40 ألف لاجئ في مخيمات تقع في جرود البلدة.
فيما تضرب لبنان موجة برد قارس منذ 5 أيام، وعادت لتشتد مجدداً اعتباراً من فجر السبت، وتبلغ ذروتها الأحد والإثنين، حيث تهطل أمطار غزيرة تتشكل معها سيول جارفة، مع رياح شديدة وتساقط للثلوج الكثيفة اعتباراً من ارتفاع 1000 متر، بحسب الأرصاد الجوية.
حيث شهدت المنطقة خلال الأيام الماضية تساقط الثلوج التي طمرت أجزاء من مخيمات اللجوء المفتقدة لمقومات الحياة الأساسية. واللاجئون في مخيمات عرسال ينتمون إلى مناطق سورية مختلفة، لكنّ أغلبيتهم من مدينة القصير بريف حمص الغربي، ومحافظة دير الزور شرقي سوريا، وفق ما قالت وكالة الأناضول في تقرير لها، السبت، 3 فبراير/شباط 2023.
السوري أبو خالد (اسم مستعار) "55 عاماً" مزق أمام كاميرا الأناضول البطاقة التموينية الممنوحة من مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة، بسبب حذفه وآخرين من برنامج الاستفادة منها. وقال للأناضول وهو غاضب "الأمم المتحدة حرمتني من حقوقي كلاجئ".
بحسب مصدر مطلع داخل المخيم للأناضول، فإن الأمم المتحدة "خفضت التقديمات عبر البطاقة التموينية لأكثر من 60% لأبناء المخيم بسبب نقص التمويل الذي تقدمه الدول المانحة لمفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة".
أشار أبو خالد إلى "المعاناة الكبيرة في مخيمات عرسال كافة"، مشيراً إلى أنه "منذ شهر رمضان الماضي لم تدخل على المخيم أي جمعية أو منظمة خيرية سوى القليل جداً". وأضاف: "هناك نقص بالتغذية والتدفئة والملابس الشتوية، خاصة أن وضع الخيم لدينا سيئة جداً بسبب عدم تجديدها وصيانتها".
أما أبو محمد "45 عاماً" فوصف بالوضع بـ"المأساوي جراء البرد القارس، خاصة أن نصف المخيمات تقع في جرود عرسال، وهي منطقة عالية جداً عن سطح البحر". وأوضح أنه "منذ 5 أيام والعاصفة مستمرة، والثلوج غمرت الخيم، واللاجئون جميعهم يعانون من البرد الشديد في ظل انعدام وسائل التدفئة، فنلجأ إلى حرق الثياب لنحصل على التدفئة".
يُذكر أن عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان يبلغ نحو 1.5 مليون وفق تقديرات رسمية، ويعاني معظمهم أوضاعاً معيشية صعبة، خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلد العربي.
وفاة أطفال بسبب الثلوج
من جانبها، قالت وكالة "يورونيوز" في تقرير لها، السبت، 3 فبراير/شباط 2023 إن ثلاثة أطفال من اللاجئين السوريين توفوا غرقاً في قناة مائية ملأتها الأمطار الغزيرة والسيول قرب مخيمهم في سهل القاع بشرق لبنان، وذلك نقلاً عن وكالة فرانس برس. وقال بشير مطر إن "شقيقين كانا يسبحان في بركة ماء غرقا، وجاء ابن عمّهما ليخلصهما فغرق معهما".
في حين أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أنه تم العثور على جثث الأطفال الثلاثة "بعد عمليات بحث قام بها عناصر من الجيش ومديرية المخابرات وبمساعدة من البلدية التي استقدمت جرافة". وذكرت أن الأطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، مشيرة إلى أن جثثهم نُقلت إلى مستشفى الهرمل الحكومي بواسطة الدفاع المدني.
يُذكر أن عاصفة تضرب لبنان منذ بضعة أيام متسببة بأمطار غزيرة وتساقط ثلوج وملحقة أضراراً بالبنى التحتية المترهلة في هذا البلد الذي يعاني أزمة حادة على أكثر من مستوى.