التعاطي مع قضية أسر الشهداء والأسرى والجرحى يجب أن يكون بمسؤولية وطنية… ونرفض استهداف القيادة الفلسطينية
تطلّ بين الحين والآخر صفحات مشبوهة، تقترن بأسماء متعددة، تستغل قضية رواتب أسر الشهداء والجرحى من أجل استهداف القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس، في محاولات مكشوفة تخرج عن إطار النقاش الموضوعي، وتنزلق نحو الاستهداف الشخصي والتخوين، وهو أمر نرفضه جملةً وتفصيلاً.
إن قضية أسر الشهداء والجرحى والأسرى ومكانتها تُعد من الثوابت الوطنية، ورواتبهم ومستحقاتهم ليست منّة من أحد، بل حق شرعي وأصيل، وترمز في معناها إلى رمزية الوطن ذاته. وإن استغلال هذه القضية النبيلة في مزايدات سياسية رخيصة، بعيدة عن أي طرح وطني مسؤول، يُعد إساءة مباشرة لتضحيات الشهداء، ولمعاناة الجرحى والأسرى وعائلاتهم.
نحن في التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين في لبنان نرفض أي تطاول أو إساءة تطال القيادة الوطنية الفلسطينية الشرعية، ونؤكد دعمنا الكامل لها، وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس، كما نثمّن الدور الذي قامت به القيادة الفلسطينية على مدار السنوات الماضية في حماية رواتب ومستحقات هذه الشريحة الوطنية النبيلة. ونؤكد أننا على دراية كاملة بحجم الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، وما يُمارس من ابتزاز عبر بعض الدول المانحة في سياق سياسات مدانة ومرفوضة، وندرك أن القيادة الفلسطينية تبذل جهودًا حثيثة للحفاظ على حقوق ومستحقات أسر الشهداء والجرحى والأسرى، رغم حجم هذه الضغوط الكبيرة.
وفي الوقت الذي نؤكد فيه وقوفنا إلى جانب قيادتنا الوطنية، فإننا نرفع الصوت عاليًا للمطالبة بإيجاد حلول تحفظ مكانة ورمزية الشهداء والجرحى والأسرى، وتصون حقوقهم المادية والمعنوية، ونرفض بشكل قاطع إيداع ملفاتهم لدى مؤسسة تمكين، كونها غير مختصة بهذه الشريحة، إذ تُعنى بحالات الفقر وتدني الدخل والتمكين الاقتصادي، في حين أن الشهداء والجرحى والأسرى ليسوا حالات فقر أو عوز اقتصادي، بل هم حالة نضالية وطنية سامية، وتضحياتهم فوق كل تصنيف اجتماعي أو اقتصادي.
كما نؤكد على ضرورة إيجاد حلول عادلة عبر مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، أو من خلال أي صيغة وطنية تضمن كرامة أسر الشهداء والجرحى والأسرى، وتصون حقوقهم المعنوية، وتحفظ المكانة المعنوية والرمزية لتضحياتهم.
ونطالب كافة الأطر القيادية في منظمة التحرير الفلسطينية بالبقاء في حالة انعقاد دائم، وتحمل مسؤولياتها الوطنية، إلى حين الوصول إلى حلول عادلة، مشرفة، ومستدامة، تليق بتضحيات الشهداء، ومعاناة الجرحى، وصمود الأسرى وعائلاتهم.