الخميس 28 تشرين الثاني 2024

أبو عبيدة يكشف كيف تطور القسام وما المعادلات العسكرية التي رسختها؟


النهار الاخبارية - وكالات 

قال الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام أبو عبيدة، إن  كتائب القسام اليوم تشكل نواة جيش التحرير التي لا يمكن أن تخطئها عين، وباتت رقماً صعباً في معادلة الصراع، وهي تقف على أرض صلبة كقوة لشعبنا وصمام أمان وسيف مشرع في وجه الاحتلال ورأس حربة في مسيرة شعبنا وامتنا نحو التحرير والعودة.

وأكد خلال حوارٍ تلقت "فلسطين الآن" نسخة عنه أن كتائب القسام في مرحلة تحرر والمعركة مع الاحتلال طويلة وممتدة ومعقدة ومتعددة الجبهات والآليات والوسائل، ونحن نخوض مع شعبنا بكل أطيافه الفعل المقاوم على مدار عقود، وشعبنا بصموده فرض ولا يزال يفرض معادلات القوة والندية والتحدي للمحتل.

وأضاف خلال الحوار " وعلى صعيد المقاومة والقسام هناك معادلات تشكلت في السنوات الأخيرة بفضل الله ثم بصمود شعبنا وتضحياته وبالإدارة المقتدرة من قيادة القسام والمقاومة للمعركة مع الاحتلال، من أبرز هذه المعادلات؛ جعل غزة أرض حرام على المحتل، وتمكين غزة كقاعدة عمل عسكري وتسلّح وإعداد للمقاومة بكافة أطيافها، وصولاً إلى ترسيخ معادلات ربط الفعل المقاوم بالقضايا الوطنية الكبرى كقضية القدس والأسرى."
المحطاتُ الفارقة

وحول أبرز المحطات الفارقة التي مرّ بها القسام وشكّلت نقلة نوعية في العمل العسكري المقاوم؟ قال "أبو عبيدة" "مخاض التأسيس المهم والاستراتيجي (الثمانينيات- التسعينيات)، وأبرزها نموذج عماد عقل ونموذج العياش، إطلاق التصنيع العسكري المحلي مبكرا في مرحلة التسعينيات".

مضيفًا حول المحطات الفارقة "محطة انتفاضة الأقصى والنقلة النوعية في العمل العسكري على صعيد التصنيع والاعداد والعمليات النوعية على امتداد خارطة الوطن (200-2005)، وصولاً إلى دحر العدو الصهيوني عن قطاع غزة."

وتابع "التأسيس للعمل العسكري المقاوم المنظم في غزة من حيث مأسسة الجهاز العسكري وتطوير أدوات وآليات العمل والتنظيم القتالي، وصولا إلى خوض معارك فارقة ومهمة مع العدو وفرض قواعد اشتباك وتعزيز حضور المقاومة ومراكمة قوتها (2005 – 2022)، ومن أبرز ملامح هذه المرحلة عملية الوهم المتبدد وصفقة وفاء الأحرار، وتأسيس الغرفة المشتركة مع فصائل المقاومة الفلسطينية الشريكة في مقاومة الاحتلال."

وشدد خلال الحوار أن العمل الجهادي المقاوم بكل أشكاله، وفي طليعته العمل العسكري، يشكل الأولوية القصوى لقيادة الحركة، وبفضل الله فإن الحركة وبعد 35 عاماً من انطلاقتها تحافظ بقوة على خطّها الاستراتيجي الذي انطلقت من أجله وهو المقاومة ومراكمة القوة وتفعيل كل أدوات المقاومة الممكنة كحركة تحرر في مواجهة احتلال بغيض.

 مقاومة الضفة والقدس
ورأى أن المقاومة الممتدة والمتصاعدة بالضفة والقدس بأنها الحالة الطبيعة للرد على العدوان والتأسيس لمرحلة التحرير القادم بإذن الله، وتنظر ببالغ التقدير لشبابنا وأهلنا في الضفة وهم يسطرون ملاحم بطولية يقف كل الشرفاء أمامها احتراماً وإجلالاً وافتخاراً، ونرى أن هذا الحراك هو الأهم خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة، وسيكون له تداعيات استراتيجية على مستقبل الكيان الصهيوني.

وحول ثمار معركة القدس قال "من الواضح بأن معركة سيف القدس شكلت الصاعق الذي فجر طاقات كامنة وأزاح الرماد عن جمر متوقد في الضفة المحتلة والقدس وفي فلسطين المحتلة عام 48، وكانت معركة سيف القدس نموذجاً ملهماً بفضل الله تعالى".

وبشأن رسالة القسام لشباب الضفة والقدس ولأهلنا في الداخل المحتل في ظل هجمان الاحتلال بعث رسالة إليهم بقوله "رسالتنا لشعبنا وشبابنا في الضفة والقدس والداخل المحتل، أن استمروا في تصعيد المقاومة فنحن أمام معركة وجود وحق وتاريخ ومستقبل، وإنما النصر صبر ساعة، وأن غرس الشهداء رغم الألم سينبت ثورة ونصراً محققاً بعون الله، ونقول لهم بأن عملكم البطولي والنوعي والمتجدد، يشكل الكابوس المرعب للمحتل، فباغتوا عدوكم واخرجوا له من حيث لا يحتسب، وستجدون مقاومتكم وكتائبكم عند حسن ظنكم وأكثر بعون الله تعالى".

تهديدات الاحتلال
وبخصوص  تهديدات الاحتلال وقادة المستوطنين تجاه الاقصى بزيادة الاقتحامات وصولا للسيطرة على الحرم؟ أوضح أنت "هذه التهديدات خطيرة وتؤشر إلى طبيعة التركيبة الإجرامية التي وصلت إلى سدة الحكم في الكيان، وتحتاج إلى حالة استنفار لشعبنا وامتنا لحماية مسرى نبيهم من هذه الشرذمة البائسة، لكن بعون لله سينقلب السحر على الساحر، وسيكون هذا الإجرام وهذا الجنوح للتطرف الكبير الذي يعيشه الكيان هو بداية زواله وتتبيره على أيدي المؤمنين المرابطين والمقاومين بإذن الله"

وحول الدعم العربي للمقاومة قال أبو عبيدة  "رسالتنا للعلماء والدعاة والمصلحين، بأن قضية فلسطين والقدس والأقصى المبارك وما يتعرض له من انتهاك وعدوان صارخ هي أمانة في رقاب كل صاحب علم وكلمة وتأثير، وإنّ واجب الوقت اليوم هو الذود عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه، وإنّ أهل الثغور في فلسطين يعملون الليل والنهار من أجل كرامة هذه الأمة في وجه عدوها الأوحد ويقيمون فريضة الجهاد التي نكص عنها غالبية أولي الأمر في بلاد الإسلام للأسف، فكونوا لإخوانكم المجاهدين والمقاومين سنداً ونصيراً، واشحذوا سيوف أقلامكم في اتجاه المعركة الأهم، ووجهوا الطاقات الكامنة والكبيرة في هذه الأمة نحو فلسطين، وصوب معركة اقتلاع هذا المرض الخبيث من قلب الأمة، بدلاً من التطاحن والتنازع والفرقة والمعارك الجانبية التي لم تزد أمتنا إلا وهنا وتراجعاً، وأعطت الوقت لأعدائنا ليصلوا إلى مرحلة خطيرة من المساس بأقدس مقدسات أمتنا".

وحول رسالة القسام لدول التطبيع في ذكرى انطلاقة حماس؟ واصل أبو عبيدة حديثه " نحو في غاية الاطمئنان إلى أن شعوب أمتنا وقواها الحية ليس في قاموسها الاعتراف أو التطبيع مع هذا الكيان الاحتلالي البغيض، وقد أوصلت جماهير أمتنا رسالتها لنا ولكل العالم في كل المحافل والمناسبات والساحات، بأن هذا الاحتلال إلى زوال ولا مكان له في أرضنا ولا في وعي شعوبنا، وإن الإستماتة من قبل بعض الأنظمة في دمج هذا الكيان في وعي وحاضر ومستقبل أمتنا هي معركة خاسرة، ومخاطرة كبيرة، لن ينجم عنها سوى لعنة التاريخ وعار الدهر."

وبشأن تهديد الاحتلال لغزة أكد أن الرد هو ما سيراه الاحتلال في حال أقدم على أية حماقة.

واعتبر " أن تأسيس الغرفة المشتركة هو سابقة في التاريخ المقاوم الحديث، وإن شعور مجموع قوى شعبنا المقاومة، والأجنحة العسكرية للفصائل بوحدة الهدف والمصير ووحدة الدم هو ما سهّل إنشاء الغرفة المشتركة كمنجز وطني مهم، وإن البيئة التي وفرتها قيادة الحركة والقسام للمقاومة في غزة رسخت أهمية هذا العمل المنسق والمتناغم بين قوى المقاومة بكافة خلفياتها التنظيمية، وإن شركاءنا ورفاق الدرب والسلاح في الغرفة المشتركة يساهمون في تطوير آليات العمل في الغرفة المشتركة بما يحقق الكفاءة والتقدير الصحيح في إدارة المعركة مع الاحتلال بعون الله."

وبشأن معركة الأدمغة بين أن هذه معركة مستمرة ومتواصلة ولا تتوقف، تتنوع أدواتها ونحقق فيها إنجازات بفضل الله على مدار الوقت، وهي معركة مفتوحة بطبيعة الحال نظراً لأنّ معركتنا مع الاحتلال مفتوحة ودائمة.

وحول سؤالٍ كيف تعقبون على تصريحات وزير جيش الاحتلال بيني غانتس أن حركة حماس سجلت إنجازاً لها في معركة مايو 2021 حيث تركت جرحاً مفتوحاً في الذاكرة الإسرائيلية؟ قال "هذا جزء مما تعترف به قيادة العدو العسكرية، وهذا يؤكد صوابية قرار قيادة المقاومة والقسام في خوض هذه المعركة وإدارتها، ويؤكد عمق الجرح والأثر الذي تركته هذه المعركة المباركة في ذاكرة ووعي الاحتلال."

وحدات القسام
وحول وحدات الكتائب المعلن عنها العاملة في الميدان؟ كشف أبو عبيدة بقوله "كتائب القسام تعمل وفق تنظيم قتالي هرمي، يبدأ بقيادة الألوية والأركان، حيث تتشكل القوات الميدانية من ألوية وكتائب وسرايا وفصائل ومجموعات وصولاً إلى المجاهد في التشكيل القتالي، وتشمل الأركان: ركن العمليات، وركن الأسلحة، وركن التصنيع العسكري، وركن الاستخبارات، وركن القوى البشرية، وركن الجبهة الداخلية، وفي كل ركن وتشكيل ميداني تتفرع الأسلحة والتخصصات المنضوية تحت هذا الهيكل التنظيمي، كسلاح المدفعية وسلاح مضاد الدروع وسلاح البحرية وسلاح الجو وسلاح الهندسة وسلاح القنص وسلاح الإشارة والإعلام العسكري، وقوات النخبة ووحدات الأنفاق والطبية العسكرية والتعبئة وغيرها."

وحول رسالة القسام للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال أشار " نقول لأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال في ذكرى الانطلاقة، أنتم أيقونة حاضرة في كل تفاصيل عملنا الجهادي، وأولوية لا تزاحمها أولوية، وإن قرار تحريركم وفك قيودكم لا رجعة عنه، وإخوانكم في قيادة القسام والمقاومة لا يدخرون جهداً ووقتاً وتخطيطاً من أجل حريتكم، فحريتكم دَينٌ وقرار، وتحية لكم ولصمودكم وعطائكم، وموعدكم حرية وفرج بعون الله تعالى."

زيادة غلة الجنود
وحول سؤالٍ هل قرار زيادة غلة الجنود الأسرى ما زال ساري المفعول وتحت التنفيذ لدى القسام في ظل تعنت الاحتلال في هذا الملف؟ أجابَ بالتأكيد نعم.

وحول الخيارات  في ظل تعنت الاحتلال وعدم المرونة في ملف التبادل؟ أجاب أبو عبيدة نعتقد بأن العدو سيندم على تعنته، وخياراتنا مفتوحة