الأربعاء 24 كانون الأول 2025

اخبار وتقارير اقتصادية

موسم الأعياد يضخ السيولة في شرايين الاقتصاد اللبناني… 80 ألف زائر وأكثر من 100 مليون دولار خلال أسابيع

النهار الاخباريه – احمد صلاح عثمان – لندن 
يشهد لبنان خلال فترة الأعياد، ولا سيما الميلاد ورأس السنة، انتعاشاً ملحوظاً في الحركة السياحية، انعكس ارتفاعاً في أعداد الوافدين، ونسب الإشغال الفندقي، وحجم الإنفاق، في وقت يراهن فيه القطاع السياحي على هذا الموسم كمتنفس اقتصادي في ظل الأوضاع المالية الصعبة.
ووفق الباحث في "الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين، فإن مطار بيروت الدولي يسجل خلال هذه الفترة وصول ما بين 14 و15 ألف وافد يومياً، مقارنة بمعدل طبيعي يتراوح بين 6,500 و7,500 وافد في الأيام العادية. ويوضح أن هذه الأرقام لا تعني أن جميع الوافدين قدموا خصيصاً لقضاء عطلة الأعياد، إذ تُقدَّر الزيادة الفعلية بنحو 7 إلى 8 آلاف زائر إضافي يومياً.
وبناءً على هذا المعدل، يُتوقع أن يبلغ عدد الوافدين الذين يقصدون لبنان خلال فترة الأعياد ما بين 75 و80 ألف زائر، يمكثون لفترات قصيرة تتراوح بين 15 و20 يوماً، ما يضع حداً للأرقام المبالغ بها التي يتم تداولها أحياناً حول حجم التدفق السياحي.

اقتصادياً، تشير التقديرات إلى أن متوسط إنفاق الوافد الواحد يتراوح بين 1,000 و1,500 دولار، ما يعني أن حجم الأموال التي تضخ في الأسواق اللبنانية قد يصل إلى نحو 100–110 ملايين دولار خلال فترة قصيرة. ويصف شمس الدين هذا التدفق المالي بأنه عنصر حيوي لدعم الدورة الاقتصادية، خصوصاً في القطاعات المرتبطة بالسياحة والخدمات.
هذا الانتعاش انعكس بشكل مباشر على نسب الإشغال في المطاعم والمؤسسات الترفيهية، حيث تجاوزت الحجوزات في بيروت وجبل لبنان 80%، بالتزامن مع انطلاق الأنشطة الاحتفالية، فيما سجّلت الفنادق في العاصمة نسب إشغال مرتفعة قاربت 86%.
أما في المناطق خارج بيروت، ولا سيما جبل لبنان، فتراوحت نسب الإشغال الفندقي بين 60 و70%، بحسب أمين عام المؤسسات السياحية جان بيروتي، الذي اعتبر هذه الأرقام مؤشراً واضحاً على تحسن الحركة السياحية مقارنة بالفترات السابقة، وتجاوزها للتوقعات الأولية لهذا الموسم.
يشهد لبنان خلال فترة الأعياد، ولا سيما الميلاد ورأس السنة، انتعاشاً ملحوظاً في الحركة السياحية، انعكس ارتفاعاً في أعداد الوافدين، ونسب الإشغال الفندقي، وحجم الإنفاق، في وقت يراهن فيه القطاع السياحي على هذا الموسم كمتنفس اقتصادي في ظل الأوضاع المالية الصعبة.


وعلى صعيد الأسعار، يؤكد بيروتي أن ارتفاع الطلب لم ينعكس زيادات حادة في أسعار الغرف، مشيراً إلى التزام معظم الفنادق بسقوف سعرية محددة حتى في فترات الذروة، وأن الزيادات المسجّلة بقيت ضمن إطار طبيعي ومحدود، ناتج عن العرض والطلب لا عن استغلال أو مضاربات.
في موازاة ذلك، يشير أصحاب مكاتب السفر إلى ارتفاع كبير في الحجوزات الجوية، مع تسجيل امتلاء شبه كامل على الرحلات القادمة إلى بيروت من أوروبا ودول الخليج. كما قامت عدة شركات طيران، من بينها طيران الإمارات والخطوط الجوية التركية، بتسيير رحلات إضافية لتلبية الطلب المتزايد، لا سيما خلال الفترة الممتدة بين 22 و24 كانون الأول ومطلع العام الجديد.
وتُجمع هذه المؤشرات على أن موسم الأعياد يشكّل دفعة اقتصادية مؤقتة لكنها مؤثرة، تعكس قدرة القطاع السياحي اللبناني على التعافي السريع عند توفر الحد الأدنى من الاستقرار الاقتصادي والأمني، وتؤكد في الوقت نفسه هشاشة هذا التعافي وارتباطه المباشر بالعوامل السياسية والأمنية في البلاد.