السبت 23 تشرين الثاني 2024

تقارب وتنسيق بين روسيا والسعودية على أعلى مستوى...


النهار الاخبارية - وكالات 

أظهرت الأشهر الأخيرة مدى قوة العلاقات بين روسيا والسعودية، لا سيما فيما يتعلق بالتنسيق بشأن أسواق الطاقة والحفاظ على توازنها.
وبحسب الخبراء فإن الاتصال الأخير الذي جرى بين الرئيس فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الخميس، أكد على قوة العلاقات بين البلدين.
وجاء في بيان الكرملين أمس: "بوتين وابن سلمان يؤكدان أن دول"أوبك+" تفي باستمرار بالتزاماتها للحفاظ على التوازن في سوق الطاقة".
تنسيق على أعلى مستوى
من ناحيته قال جهاد العبيد الخبير الاقتصادي والاستراتيجي السعودي، إن التنسيق بين البلدين على أعلى مستوى فيما يخص مصالحهما المشتركة، لا سيما في مجال الطاقة والحفاظ على توازن السوق.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن تصميم السعودية وروسيا على الحفاظ على "أوبك+" والعمل من خلالها، يعتبر اتفاقا تاريخيا، يرى الطرفان أهمية استمراره وأيضا ربما تمديده وتطويره، لافتا إلى أن المجموعة أثبتت قدرتها على رعاية مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وبشأن الاتصال الذي جرى بين الرئيس الروسي وولي العهد، أوضح أن المملكة تحافظ على علاقات متوازنة بين جميع القوى العالمية، ويُعرف عنها التزامها بذلك وفق مبادئها.
وأضاف أنه رغم الضغوط العالمية التي تواجهها "أوبك+"، بقيادة المملكة وروسيا، إلا أنهما عازمتان سويا على الالتزام بالتنسيق بينهما والمضي قدما بالاتفاق، وأن البلدين مهمان لبعضهما البعض، ويتطلعان لزيادة التعاون ورفع مستوى التنسيق لما فيه مصالحهما المشتركة.
في الإطار قال عبد الله العسيري الخبير الاستراتيجي السعودي، إن العلاقات السعودية-الروسية استراتيجية، قائمة على تبادل المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المملكة حريصة كل الحرص أن تقف على مسافة واحدة من جميع القوى العالمية والدول المؤثرة، وفق مصالحها ووفق المواثيق والمعاهدات الدولية.
مكانة المملكة وأهمية روسيا
ولفت إلى أن المملكة من الدول الرئيسة المصدرة للطاقة والتواصل بين الرياض وموسكو يتم وفق إطار منظمة "أوبك" في ظل ضرورة الالتزام والتقيد بمسار يتم الاتفاق عليه من قبل أعضاء المنظمة.
وأشار إلى أن المملكة وروسيا من أكبر الدول المصدرة للطاقة، وأن التنسيق والتعاون المشترك بين البلدين يسهم في الحفاظ على توازن أسعار الطاقة، رغم المؤثرات والظروف والمتغيرات في البيئة السياسية الاستراتيجية العالمية.
وحول الاتصال الذي جرى بين الرئيس الروسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أوضح الخبير السعودي، أن الجانب الروسي يدرك أن المملكة ليست حريصة على تعزيز علاقاتها فقط مع روسيا، بل مع جميع القوى الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية والصين، فالعلاقات مع روسيا والسعودية تحتل أهمية لدى الكثير من الدول.
ويرى أن المملكة في ظل الظروف الدولية الراهنة تقوم بدور رئيسي في التعاون مع جميع القوى العالمية للإسهام في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، مشيرا إلى أن الاتصال بين الزعيمين يعد رسالة عالمية تؤكد لقادة دول العالم والمراقبين المكانة القيادية والدولية للمملكة.