الجمعة 20 أيلول 2024

الاقتصاد الأميركي... قفزات في البورصات والوظائف الأعلى منذ أزمة كورونا


النهار الاخبارية - وكالات 

تعيش الولايات المتحدة واحدة من الفترات الاقتصادية هي الأكثر انتعاشاً منذ بداية أزمة فيروس كورونا في مارس (آذار) 2020. وتعكس هذه الحالة ما يجري في "وول ستريت" من ارتفاعات قياسية في المؤشرات وقفزات في أسعار الأسهم. ففي نهاية هذا الأسبوع، سجلت البورصات الأميركية إغلاقات قياسية ومكاسب أسبوعية للأسبوع الخامس على التوالي، كما تعكسها أرقام التوظيف التي تُعتبر واحدة من أهم المؤشرات لقياس النمو في الاقتصاد الأميركي.

وزادت فرص العمل في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بحسب أحدث تقرير لوزارة العمل، إذ ترتفع الوظائف منذ بداية العام بمتوسط 582 ألف وظيفة، أي ما يعني أن الاقتصاد يخلق كل شهر أكثر من نصف مليون وظيفة.

طلب على العمالة

وهناك طلب عالٍ على العمالة لدرجة أن أعمالاً تتعثر أو تتباطأ خدماتها بسبب عدم وجود موظفين، ويمكن ملاحظة حجم الطلب من خلال اللافتات المعلقة على واجهات المحال التي تطلب عمالاً وموظفين في كل مكان. وكانت شركة الخطوط الجوية الأميركية "أميركان إيرلاينز" ألغت الأسبوع الماضي نحو ألف رحلة طيران بسبب النقص لديها في إيجاد الموظفين وطواقم الطيران وطيارين، وسبقتها إلى ذلك شركة "ساوث ويست" التي ألغت أكثر من ألفي رحلة للأسباب ذاتها. وحتى نهاية أغسطس (آب) الماضي، كان هناك نحو 10 ملايين وظيفة مفتوحة.

تناقض سوق العمل

 لكن المفارقة التي يعيشها الاقتصاد الأميركي أن ملء هذه الوظائف بطيء جداً، فقد دخل في سوق العمل الشهر الماضي نحو 100 ألف شخص فقط، وما زال هناك2.3  مليون شخص عاطلين من العمل.

وتحاول تحليلات عدة قراءة هذه الظاهرة الجديدة في السوق الأميركية، حيث هناك ملايين الوظائف المعروضة في ظل استمرار أعداد العاطلين من العمل. والأسباب التي تسوّقها هذه التحليلات متعددة على رأسها برامج الإعانات الحكومية التي قُدّمت للعاطلين من العمل أثناء الوباء التي انتهت أخيراً، إضافة الى مغادرة كثيرين المدن أثناء كورونا، ما يعني عدم القدرة على المطابقة بين الوظائف المفتوحة وأماكن الأشخاص ووجود مدخرات هائلة والتقاعد المبكر والخوف من الإصابة بمتحورات فيروس "كوفيد-19". وهناك من يلقي بعضاً من اللوم على طبيعة التغيير في الوظائف التي أصبحت أكثر ارتباطاً بالتكنولوجيا، وكثيرون غير مهيئين للمهمات المعقدة الجديدة. إضافة إلى ذلك، فإن مهمة فرز السير الذاتية أوكلت إلى برامج تعمل بالذكاء الاصطناعي بسبب ضخامة هذه السير، وعدم قدرة البشر على فرزها يدوياً.