النهار الاخباريه وكالات
سجل بحر المانش بين فرنسا وبريطانيا أكبر مأساة للهجرة عبر القوارب حتى الآن بعدما غرق الأربعاء من الأسبوع الجاري ما لا يقل عن ثلاثين شخصا، وأعلنت رئاسة فرنسا حالة استنفار لمواجهة هذه الظاهرة خوفا من تحول المانش الى مقبرة مثل مضيق جبل طارق.
وتفيد جريدة لوموند في موقعها الرقمي أن صيادا أخبر ظهر الأربعاء بوجود حوالي 15 جثة طافية في مياه البحر، وتبين لاحقا أن الأمر يتعلق بقرابة 30 جثة تعود الى مهاجرين أرادوا الوصول بحرا الى بريطانيا انطلاقا من سواحل فرنسا عبر المانش.لكن وسائل إعلام بريطانية قالت إن العدد بلغ 31 غريقا، فيما تم تسجيل ناجين اثنين.
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "فرنسا لن تسمح بتحول المانش الى مقبرة”، وطالب بتعزيز القوات الأوروبية فرونتكس لمراقبة الحدود علاوة على اجتماع طارئ للمسؤولين الأوروبيين، وتوعد بملاحقة منظمي الهجرة السرية الذين تسببوا في هذه المأساة.
وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية مساء الأربعاء أنّ لندن وباريس اتّفقتا على الضرورة "الملحّة” لتعزيز التعاون بينهما لمكافحة "عمليات العبور المميتة” التي يقوم بها عبر بحر المانش مهاجرون يحلمون بالانتقال من فرنسا إلى إنكلترا والتي كان آخرها كارثة راح ضحيتها 27 مهاجراً.
وقال داونينغ ستريت إنّ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتفقا خلال مكالمة هاتفية على الضرورة "الملحّة لتعزيز جهودهما المشتركة لمنع عمليات العبور هذه، وفعل كل ما بوسعهما لتوقيف العصابات التي تعرّض أرواح أناس للخطر”.
وكان بوريس جونسون قال إن الحكومة الفرنسية لا تقوم بما يكفي لوقف تدفق المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى المملكة المتحدة من شمال فرنسا.
وقال جونسون لشبكات إذاعية "واجهنا صعوبات في إقناع بعض شركائنا، وخاصة الفرنسيين، بالقيام بإجراءات بطريقة نعتقد أن الوضع يستحقها”، مضيفا أن المملكة المتحدة مستعدة لتقديم المزيد من الدعم لمساعدة فرنسا في القيام بدوريات عند شواطئها الشمالية لمنع القوارب من المغادرة.
ومنذ سنوات بدأت عملية الهجرة من فرنسا الى اسبانيا عبر قوارب الهجرة، ولكن كانت تتعلق بقوارب صغيرة تحمل ما بين ثلاثة الى سبعة أشخاص، وتطورت الأوضاع مؤخرا الى قوارب تحمل أكثر من ثلاثين شخصا. ولم تكن في البدء تثير قلق السلطات الفرنسية والبريطانية بسبب الرقم الصغير للمهاجرين، وتم تسجيل أول حالة وفاة يوم 19 أغسطس/آب 2020، وكان الضحية هو شاب سوداني حاول الوصول الى بريطانيا، وتفاقمت الظاهرة لاحقا، وبدأت تسبب في توتر بين باريس ولندن.
وكانت جريدة "القدس العربي” من أوائل وسائل الاعلام التي تناولت هذه الظاهرة، وكتبت الجريدة يوم 15 يونيو من سنة 2016 مقالا بعنوان "قوارب الهجرة: من فرنسا نحو بريطانيا عبر المانش بعدما كانت فقط في مضيق جبل طارق”.
وبهذا، تنضم قناة المانش الى مضيق جبل طارق كخط بحري للهجرة السرية عبر القوارب وبدأت تسجل مآسي مثلما حدث في مضيق جبل طارق ومازال يحدث في مجموع البحر الأبيض المتوسط ومن غرب إفريقيا نحو جزر الكناري. ولكن هذه المرة فهجرة قوارب الموت تحدث وسط الغرب بين دولتين من أكبر اقتصاديات العالم فرنسا وبريطانيا وليس من العالم الثالث نحو الغرب كما جرت العادة.