ديف ماكلين
كاتب وصحفافي
كانت حرب الخليج أول نزاع يبث الشريط الإخباري أحداثه على مدى الساعة. ويبدو أن سقوط أفغانستان هو أول نزاع رسمت معالمه الطريقة التي جرى تداول أحداثه بها على وسائل التواصل الاجتماعي.
فعلى خلاف الاشتباكات مع الصين في البحار النائية، أو الإرهاب الداخلي في عالم كوريا الشمالية المغلق، تنتشر الهواتف الذكية بكثرة في أفغانستان. وقد وفرت تلك الأجهزة نافذةً للاطلاع على الوضع، وغيرت طريقة تقديمه وتطوره في الولايات المتحدة وما بعدها.
في الولايات المتحد وما بعدها من دون كل المحتوى الحيوي الذي أنتجه المستخدمون لكان الوضع يشكل نشرة إخبارية جافة لوكالة "رويترز" "الاضطرابات ترافق تقدم حركة طالبان- مشاهد حاشدة في المطار فيما يحاول الناس الهروب". تحديث رمادي جديد بلا طعم أو لون يُضاف إلى كومةٍ تشبهه من الحوادث في أذهان الأميركيين عما يبدو أنه المستنقع العسكري [هزائم وتخبط] المستمر إلى ما لا نهاية والمزمن.
إنما عوضاً عن ذلك، انهال سيل الفيديوهات على "تيك توك" و"تويتر" و"فيسبوك" وغيرها، وصورت مشاهد مروعة أظهرت أشخاصاً يتمسكون بطائرات مغادرة ويقعون منها.
لو كانت شبكات المعلومات أفضل وموثوقة أكثر، لكان هذا الوضع صادماً أكثر ولوفرت منصات لبث الفيديوهات المباشرة التي كانت لتلتقطها شبكات التلفزيون في جميع أنحاء العالم، ويتابعها الجمهور بلهفة على وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن حتى من دون بث مباشر، بدا أن الفيديو المتداول أرغم جو بايدن على العودة من كامب ديفيد، حيث كان اتخذ قراراً غريباً [مستهجناً] بالاختباء عدة أيام، وعلى إقرار 500 مليون دولار من أجل المساعدة في جهود الإجلاء.
كما وفرت الفيديوهات مشهداً أكثر تعقيداً بكثير عن منطقة نزاع، فظهر عناصر "طالبان" فيها وهم يبتسمون ابتسامات عريضة فيما كانوا يستولون على نادٍ رياضي ويحاولون بكل جهد أن يكتشفوا طريقة استخدام الآلات، ويرفعون الأثقال الحديدية بشكل يجعل أي شخص يرتاد النادي يجفل. ولاحقاً، ظهر فيديو آخر يصور مقاتلي "طالبان" وهم يقودون السيارات الكهربائية في منتزه للأطفال، في تناقض غريب مع الحكم القاسي الذي يرجح أن يترتب على تسلمهم السلطة.
وفيما ما زال الخبراء الإقليميون ضرورةً لا غنى عنها في عملية تغطية الأخبار الأجنبية المعقدة، باتت أعمدة منشورات "تويتر" الحيوية توفر الآن نظرة فورية وقوية عن النزاع ما كنا لنتخيلها منذ 20 عاماً.