النهار الاخبارية - وكالات
طالب وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، في مقابلة نشرت الجمعة، 5 مايو/أيار 2023 الحكومة الفرنسية بالاعتذار لإنهاء خلاف بشأن ما تعدها روما تصريحات مهينة طال بعضها أزمة المهاجرين الذين يصلون بالقوارب.
ويأتي هذا بعد أن ألغى تاياني، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء، زيارة إلى باريس بعد تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان اعتبرها تاياني "إهانات" لإيطاليا ورئيسة وزرائها اليمينية جورجيا ميلوني، وصرح تاياني لصحيفة كورييري ديلا سيرا "لا يمكن لوزير خارجية أن يجرؤ على فعل ما فعله هذا السيد"، في إشارة إلى دارمانان.
وأضاف:"إذا وجّه شخص ما إساءة غير مبررة، فإن أقل ما يمكن أن يفعله هو الاعتذار. ولقد أساء في هذه الحالة إلى جميع الإيطاليين، وكذلك للحكومة ورئيسة الوزراء".
ويأتي غضب إيطاليا بعد أن صرح دارمانان لإذاعة آر.إم.سي بأن ميلوني "غير قادرة على حل مشاكل الهجرة التي انتُخبت على أساسها"، واتهمها بالكذب على الناخبين بالقول إن بوسعها إنهاء أزمة وصول أعداد متزايدة من المهاجرين بالقوارب.
كما شبهها بالزعيمة الفرنسية اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، الخصم السياسي للرئيس إيمانويل ماكرون، وقال دارمانان "اليمين المتطرف لديه خصلة سيئة، وهي الكذب على الناس".
توتر العلاقات بين فرنسا وإيطاليا بسبب ملف الهجرة!
ويشار إلى أن العلاقات الفرنسية الإيطالية لطالما توترت بسبب موضوع الهجرة، إذ تريد الحكومة الفرنسية العمل مع إيطاليا في مواجهة "التحدي المشترك" الذي يواجه البلدين.
قالت وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس، إن "الحكومة الفرنسية تريد العمل مع إيطاليا لمواجهة التحدي المشترك المتمثل في الزيادة السريعة في تدفق المهاجرين" بعد تصريحات وزير الداخلية الفرنسي المنتقدة للسياسة الإيطالية في هذا الشأن.
وأكدت وزارة الخارجية أن العلاقة بين فرنسا وإيطاليا "تقوم على الاحترام المتبادل بين البلدين وبين قادتهما".
وعانى البلدان من ارتفاع شديد لوصول المهاجرين حين رفضت حكومة جورجيا ميلوني بعيد تسلمها السلطة السماح برسو السفينة الإنسانية التابعة لمنظمة "إس أو إس المتوسط" التي انتهى بها الأمر أن استقبلتها فرنسا أول مرة في تولون.
أثارت هذه الحادثة غضب فرنسا التي دعت إلى اجتماع على المستوى الأوروبي لكي لا يتكرر هذا السيناريو غير المسبوق.
منذ ذلك الحين، ازدادت عمليات العبور السرية بالقوارب مع ظهور ممر بحري جديد بين تونس وإيطاليا التي تُعد في المقدمة على أبواب أوروبا.
وتقول وزارة الداخلية الإيطالية إنّ أكثر من 36 ألف شخص وصلوا إلى إيطاليا هذا العام عبر البحر المتوسط، مقابل نحو 9 آلاف خلال الفترة نفسها من العام 2022.
وكانت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن أعلنت في نهاية أبريل/نيسان عن تعبئة 150 من أفراد الشرطة والدرك "الإضافيين" في جبال الألب للتعامل مع "ضغط الهجرة المتزايد على الحدود الإيطالية"، وكذلك إنشاء "قوة حدود".
ودافع جيرالد دارمانان عن هذا القرار قائلاً الخميس، "في أستراليا، هذا الأمر يسير بشكل جيد"، مضيفاً "على الحدود، نوقف الأشخاص ونقوم بعمليات التحقق من الهوية".
وعلى الحدود الفرنسية-الإيطالية، على الدولة أن "تواكب" وأن "تعمل مع (إريك) سيوتي" رئيس حزب الجمهوريين في منطقة الألب والنائب الذي دعا في الآونة الأخيرة الحكومة إلى تعبئة "إمكانات هائلة لوقف التدفق الكبير للمهاجرين الحاصل على الحدود".
من جهتها، أكدت منظمة الأمم المتحدة الدولية للهجرة في أبريل/نيسان أنه في المتوسط، كان الفصل الأول من عام 2023 الأكثر دموية بالنسبة للمهاجرين منذ 2017.