النهار الاخبارية - وكالات
قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، السبت، 24 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن تركيا تجري محادثات مع روسيا لاستخدام المجال الجوي فوق شمال سوريا، في عملية محتملة عبر الحدود ضد القوات الكردية السورية.
جاء ذلك في اجتماع تقييمي لنهاية العام بخصوص فعاليات وزارة الدفاع التركية، بمقر الوزارة في العاصمة أنقرة.
ونفذت تركيا عدة عمليات توغل في شمال سوريا ضد القوات الكردية، وتهدد بهجوم جديد منذ شهور.
وصعّدت أنقرة استعداداتها، في نوفمبر/تشرين الثاني، بعد هجوم تفجيري في إسطنبول حمَّلت مسلحين أكراداً مسؤولية تنفيذه.
وشنت تركيا ضربات جوية على أهداف لقوات كردية في نوفمبر/تشرين الثاني، وأشار الرئيس رجب طيب أردوغان إلى هجوم بري محتمل.
أكار أوضح للصحفيين أن أنقرة تجري محادثات حول هذه العملية مع موسكو التي تدعم قوات نظام بشار الأسد.
وأضاف: "نجري محادثات ونتناقش مع روسيا حول جميع المسائل ومنها فتح المجال الجوي".
وأكد أنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع من تركيا التسامح تجاه العناصر الإرهابية المتمركزة بمحاذاة حدودها، وفي مقدمتهم الدول الراغبة بجر المنطقة إلى الفوضى وعدم الاستقرار.
قوات من الجيش التركي بالقرب من إدلب السورية
ومنذ ذلك الحين، تسارعت الحملة المدفعية والجوية التركية على المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الكردية تحت اسم "عملية المخلب- السيف"، أبرزها عين العرب وتل رفعت.
وذكر أكار أن تركيا تبعث بالرسائل اللازمة إلى جميع الأطراف المعنية بالملف السوري، وتتخذ خطواتها دون السماح لأحد بالمساس بسيادتها واستقلالها وحقوقها ومصالحها.
وأضاف: "فعلنا ونواصل عمل كل ما علينا القيام به لحماية حدودنا وضمان أمن شعبنا وأمتنا، ولا ينتظر أحد التسامح من تركيا في هذا الصدد".
وشدد على أنه لا ينبغي لأي جهة أن تنتظر من تركيا تجاهل استفزازات وهجمات الإرهابيين ضد أراضيها وشعبها.
إقامة "حزام أمني"
وفي 1 ديسمبر/كانون الأول، شدد مجلس الأمن القومي التركي، على أن أنقرة ستتخذ الخطوات اللازمة لعدم السماح بوجود ونشاط أي تنظيم إرهابي في المنطقة، وذلك عقب اجتماع للمجلس برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة.
وتؤكد تركيا أنها مصممة على شن عملية عسكرية في شمال شرقي سوريا، من أجل تأمين حدودها من التنظيمات الإرهابية، وتشن سلسلة من الغارات الجوية، رداً على التفجير الذي وقع بمنطقة تقسيم بإسطنبول في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأواخر الشهر الماضي، أكد أردوغان أن أنقرة تهدف من وراء تنفيذ عملية عسكرية إلى إقامة "حزام أمني"، على طول الحدود الجنوبية، "من الشرق إلى الغرب"، لافتاً إلى أنه "مع الحزام الأمني الذي ننشئه خارج حدودنا، سندافع عن حقوق الملايين من النساء والأطفال الأبرياء".
مباحثات مع أمريكا بشأن العملية
والأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت أنقرة أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، بحث مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، قضايا الدفاع والأمن الثنائية والإقليمية. وأوضح بيان أن أكار أكد خلال الاتصال، أن تركيا والولايات المتحدة حليفان مهمان.
أضاف أن أكار أبلغ نظيره الأمريكي أن تركيا تقوم بعمليات مكافحة الإرهاب من أجل ضمان أمن شعبها وحدودها، في إطار حقوقها في الدفاع عن النفس الناجمة عن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
كما شدد أكار على أن التعاون والتضامن في مكافحة الإرهاب سيسهمان في إحلال السلام والأمن الإقليميين والعالميين. وأكد أن تركيا مستعدة للتعاون في مكافحة "داعش" وجميع التنظيمات الإرهابية الأخرى.